د. خيرية السقاف
ما تناقلته وسائل التواصل, ونشرته, وتناولته أقنية الإعلام بالصورة والصوت عن تدافع, وتكدس المتقدّمات للقبول في بعض الجامعات في العاصمة الرياض لا يعكس أي نوع من التخطيط, والتنظيم, لمواجهة الأزمات وحلّها بطرق تتفق ومقام الجامعات قمة الهرم التعليمي التربوي, ولا تتناسب مع مسؤولياتها,
فليس عذراً أن تكون البوابة الإلكترونية للجامعة محور الحدث قد أغلقت, أو لم تعد تستوعب, ففي الحالة الأولى كان ينبغي الاستعداد لاستقبال الراغبات في القبول بالحضور لمكاتب القبول في الجامعة ذلك لأنها ذات الميزانية الأضخم, والمساحات الأشسع التي أولتها الدولة عناية فائقة لتكون الصرح الأكفأ ليس فقط في المساحة, والمباني, والتجهيزات, وأعداد أعضاء الهيئات التعليمية, والإدارية, والفنية, بل الأقدر على استيعاب من يتقدمن للدراسة فيها في ضوء ما ينشر عنها من إنجازات, وتنافسية, ليكون الحل الأمثل في مثل هذا هو الاستيعاب للموقف بطريقة مختلفة تعزِّز الثقة فيها, وإن أدى الأمر إلى النظر في تنفيذ التوسع في الكليات لاحقاً, وفورياً زيادة نسب القبول في الأقسام, وإضافة الإسناد إلى عبء أعضاء هيئة التدريس, وتوسيع شعب المقررات الدراسية كحلول طارئة تناسب مواجهة الموقف, وتقضي على أزمته, فبما مُنحت من دعم مادي فائق يُنتظر أن تقدم القبول الأكثر للعدد الأكبر من الدارسات, وهي تفعل, لكن الحدث لم يمرّ عابراً..
ثمة ما هو أهم في الحدث هو ذلك الموقف من إغلاق الأبواب, وطرق المتقدمات دون جدوى بكفوفهن التي أظهرتها الصور, وبأصواتهن المتداخلة لأمر يحزن للغاية, ويتضاعف عند مشاهد النفرة للأعداد المتقدمة دون استقبال, ومن ثم دون استيعاب, ما يعكس وجهاً لم يكن مرضياً في مؤسسات التعليم,..
ولئن صدق خبر دفع المتقدّمات للخروج بوجود حريق كما تداولته التغطية الإعلامية فإنه الأمر الأكثر إيلاماً, والأدعى للدهشة..
مع أننا لا نشك في جهود تبذل, وحرص أكيد ألا يحدث أمر كهذا لكنه حدث..
إن استخدام البوابات الإلكترونية بشكل قاطع في شؤون القبول, وغيرها ينبغي أن يعاد النظر فيه, ذلك لأنه ليس الأوفى بحاجات الناس كلهم, فهناك من الأسباب ما قد يُعثِّر عليهم استخدامها ولا بد أن تكون له بدائل في حالات طارئة, ولازمة, مثل حالة هؤلاء المتقدمات.
إن فترة القبول في الجامعات فترة عصيبة, ومجهدة يعرف هذا كل من مرَّ بتجاربها, لكن الحلول موجودة وناجعة, تبدأ بتوقع جميع الاحتمالات في هذا الشأن, وفيها أن تتقدّم للجامعات أعداد تفوق قدراتها الاستيعابية, وليس شرطاً قبول الجميع, لكنه شرط أن يتم التعامل مع المتقدمات أو المتقدمين في الجهة المقابلة بشكل أكثر احتواءً, وانسيابية, واستيعاباً لا يعرضهن لمثل ما حدث, ولا ينزع الثقة في المؤسسة التعليمية التي لا تتعامل مع الموقف بما يليق.
في جهة أخرى تعكس لنا الصور حشداً مماثلاً في جامعة أخرى, وتعثر المتقدمات للقبول فيها,
وحين تكون الصور والأصوات في المواقع ذاتها شواهد ناطقة, ليس لنا إلا أن نتفاعل مع الذي نأمل ألا يكون..!!
فإن هو كما رأيناه تفصيلاً ننتظر ما ستسفر عنه الآتيات في شأن قبول الراغبات في الدراسة في الجامعتين محور الأحداث, وفي بقية الجامعات, إذ لا نحسب أن عدد الجامعات الرسمية يعجز عن استيعاب الجميع. فمن حق الجميع أن يواصلوا دراستهم في الجامعات التي أتاحتها الدولة للجميع.