أبها - «الجزيرة»:
لا يمكن لأحد أن تخطر أبها على باله دون أن يربطها بـ»أغنية»، فأهلها يغنون في حقولهم وأفراحهم، وفي
كافة نواحي حياتهم، ومن ذلك جاءت تفاصيل هذه المدينة التي تحتضن زائريها صيف كل عام، بألوان الفرح.
في أبها، يستقطب «شارع الفن» وسط المدينة، مئات الزائرين له في كافة الأوقات، إذ تستمر الفعالية مدة 45
يوماً، تواكب جمالية الأنغام الأبهاوية، الزوار والمصطافين القادمين للمنطقة. ليس هذا فحسب، بل إن الشارع الممتد لنحو 300 متر، يردد الأغاني الوطنية والعاطفية لفنان العرب محمد عبده، والفنان الراحل طلال مداح،
ويقع الطريق «الأشهر» اليوم، في الطريق الرابط بين الحزام الدائري الغربي ووسط المدينة مروراً بضفاف
وادي أبها بمسافة تقدر بـ 300 متراً، ليعرض العديد من المواهب والمدارس الفنية، إلى جانب إقامة10 معارض
للمراسم، كذلك معرضاً مغلقاً يفتتح كل أسبوع ليضم أشهر الأعمال الفنية للفنانين يقدم من خلاله العديد من
الرؤى الفنية التي تعبر عن تعدد الأطياف الفنية في عسير. يقول منظم الفعالية الفنان عوض آل زارب لوكالة الأنباء السعودية في وقت سابق، أن ما يلفت الانتباه هو التفاعل الكبير والروح الفنية التي جعلت الكثير من الهواة والمبدعين يقومون بنثر إبداعاتهم الفنية على جانبي الطريق الذي يبدأ بقرية تراثية ومعارض ومراسم فنية مباشرة في حالة تلاقي مع الجمهور، وأن الفعالية شهدت تفاعلا كبيرا من كبار السن، ما جعل أحدهم يتحمس للمساهمة في التنظيم وهو يستعيد ذكريات هذا الشارع قبل سنوات.
وقال زارب إن اللوحات شملت العديد من المدارس الفنية والرسم البورتريه ورؤية 2030 وموضوعات الأصالة العربية والنقش العسيري والمدرسة التجريدية والسيريالة، مضيفا أن أكثر من 380 فنان وفنانة من موهوبي وفناني عسير على قائمة الانتظار ضمن خطة العمل خلال الفترة القادمة لمنح الفرصة لهم للتعبير عن مشاعرهم الفنية.
وأكد أن الفن هو طريق لإسعاد الناس، الذي تكتشف من خلاله المواهب الفنية الكامنة، مبيناً أن الفعالية
أتاحت للعابرين والسالكين لهذا الطريق مشاهدة الجماليات الفنية والمشاركة فيها.
مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وأمين مجلس التنمية السياحية بمنطقة عسير المهندس محمد العمرة، قال إن الإقبال على فعالية شارع الفن والحشد الجماهيري الذي يشهده، يؤكد نجاح الفعالية وما تقدمه من إبداعات بأيادي أبناء المنطقة، من خلال معارضهم المتميزة وريشتهم الجذابة التي رسمت مدينة أبها بأوجه فنية متعددة اتاحت اكتشاف العديد من المواهب الواعدة، مؤكداً سعي فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمنطقة إلى عقد الشراكات مع الجمعيات الفنية لاستقطاب المواهب وإتاحة الفرصة لانطلاق المواهب الإبداعية لأبناء المنطقة.
وشاركت الفنانة أحلام الأحمري بلوحة فنية لفن البورترية تضم صورة والدها، وقالت إن أكثر من 30 فنانه من الموهوبات والمحترفات قمن بمشاركة الجمهور إبداعهن برسم لوحاتهم بشكل مباشر.
وعن اختيار الشخصيات رأت الفنانة هناء الشهراني أن الفن يطلق العنان للفنان ليرسم الشخصيات والمناظر الطبيعية أو الخيال والإحساس، مؤكدة على اختلاف الرؤية الفنية والمشاعر التي تظهر في اللوحات والتي تعتبر رسائل فنية لزوار أبها عن روح الفن وعن تميز الإنسان وعن وجود مواهب كثيرة يمكن أن تخرج من شارع الفن لترى النور.
وقالت إن حالة الاندماج الفني بين صوت محمد عبده والأغاني المعروفة التي تحكي أبها المكان، شملت ثلاثية الجمال للمواقع ووجود الفن والأغاني الأصيلة التي تعبر عن الإرث الثقافي لهذا المكان.