غسان محمد علوان
تفجّرت الساحة الرياضية بخبر الاشتباه بوجود تلاعب في نتائج مباريات في دوري الدرجة الأولى، والتي على أثرها تأهل نادي المجزل إلى دوري المحترفين السعودي. كثر اللغط حول حقيقة الأمر. وظهرت تسجيلات صوتية تؤكّد تلك المزاعم، ودفاع من الطرف الآخر ينفي صحة التسجيلات ويعترض على الإجراءات القانونية التي صدر بناءً عليها العديد من القرارات الصادمة والتي كان أبرزها بلا شك تهبيط نادي المجزل إلى الدرجة الثانية والذي ما زلنا ننتظر حكم الاستئناف فيه. وبغض النظر عن صحة تلك المزاعم، وتورّط المتهمين أو سلامة موقفهم، فإننا نرى بارقة أمل حقيقية في نزع ذلك الثوب البالي الذي تدثرنا به لزمن طويل. (سمعة الكرة السعودية) هي مسمار جحا الذي انغرز في خاصرة رياضتنا كحقٍ يراد به باطل. نتغاضى عن أخطاء جسام حفاظاً على السمعة، وننفي ما هو واضح رغبة في نسيانه لا في معالجته. نخشى أن نواجه أنفسنا، وأن نعترف بأننا بشر نخطئ ونصيب، ونضع أنفسنا زيفاً في صورة ملائكية منزهة من الأخطاء والزلات.
للحفاظ على سمعة الكرة السعودية، يجب الضرب بيد من حديد على كل المتلاعبين في النتائج ونزاهة اللعبة. وما أكثر تلك القصص التي يتم تداولها، والتي تتزايد كلما نزلنا درجةً أكثر.
للحفاظ على سمعة الكرة السعودية، يجب حماية نزاهة وجمالية اللعبة من اتهامات رؤساء الأندية، وضبط تصريحاتهم، وتحميلهم وزر كلامهم إما بموافقته بأدلة قاطعة توازي مزاعمهم، أو حرمانهم من الوسط الرياضي الذي دخلوه طمعاً في وهجه أولاً ثم حباً لأنديتهم.
للحفاظ على سمعة الكرة السعودية، يجب أن لا تصل الديون لمئات الملايين، ولا يجب أن تتم مجاملة آكلي حقوق البشر بالسماح لهم بالتسجيل والتعاقدات الجديدة. فمن أوقع ناديه في ضائقة المال، يجب أن لا يقف معه سوى النظام الذي سيقوّم سلوكه المتهور، وتبذيره غير العقلاني بالمنع من التعاقد، وفتح الباب للاعبيه للانتقالات، وخصم النقاط، وتهبيطه للدرجات الأدنى.
للحفاظ على سمعة الكرة السعودية، يجب على هيئة الرياضة أن تتدخل في ضبط هذا الانفلات الإعلامي بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام. فإن كانت لا تملك السيطرة على القنوات والمحطات، فهي تملك الوقود الذي يحرك تعصبهم يمنة ويسرة، وتستطيع أن تضبط حدود ملامسة هؤلاء الكارهين للرياضة لمنتجها الرياضي.
للحفاظ على سمعة الكرة السعودية، يجب أن نضع القانون ولا شيء غيره نصب أعيننا. بلا استثناءات، بلا مجاملات، بلا طبطبة ومداراة على المشاكل والفضائح.
سمعة كرتنا، لا يحفظها سوى تغليفها بالنزاهة والاحترام وأخلاق ومبادئ الرياضة الحقيقية. وما عدا ذلك، هو محاولة لإيقاف كرة ثلج تزداد حجماً وسرعة بمجرد إغماض أعيننا عنها.
خاتمة
إلى أستاذي العزيز: محاربة الجهلاء، لا تكون بمدحهم أو بتصغير نفسك. بعض المثالية، ضعف. وأغلبها، مباركة للجهل.