تتميز اللغة العربية بالجمال وحسن البيان ولقد قيل:
إن الذي ملأ اللغات محاسنا
جعل الجمال وسره في الضاد
فاللغة العربية هي لغة القرآن لغة الفصاحة والبيان، وهي اللغة التي قامت عليها الحضارة الإسلامية. إن الحديث عن اللغة العربية يعني الحديث عن تاريخها وتراثها وحضارتها، فهي لغة القرآن الكريم ووسيلة حفظه وانتشاره، ومن هنا تبدو أهمية المحافظة على لغتنا الأم الفصحى لتظل هي الوسيلة في التعليم والإعلام والمخاطبات.
وعلم اللهجات فرع من علوم اللغة العربية ومن يطالع كتب التراث مثل كتاب الجمهرة لابن دريد وقبله الخليل بن أحمد في كتاب العين وغيرهما يجد أن لهم آراء معروفة في كتبهم، ونلاحظ للأسف من هو متأثر ببعض الأفكار الاستشراقية من الغربيين الذين يدعون إلى أن يكتفي كل قطر بلهجته العامية لصرف النظر عن اللغة العربية الفصحى، وبهذا يقضون على إحدى أقوى الروابط بين الأمة العربية بل يهدمون بذلك أقوى دعامة قام عليها كيان الأمة وهي لغة القرآن الكريم الذي من خلاله عرف المسلمون أحكام دينهم وبتخليهم عن الحفاظ على اللغة العربية والاتجاه نحو استعمال اللهجات العامية داخل الوطن العربي فإن دعاة تعدد اللهجات وتفشي العامية داخل الوطن العربي يجعلهم ينفصلون عن أمتهم وتاريخهم وتراثهم لاشك أنه شر عظيم استعمال اللهجات العامية التي يتجه لها بعضهم بمختلف الوسائل، ولكم فرحنا بالموافقة على تأسيس مجمع اللغة العربية سنة 1404هـ للحفاظ على اللغة العربية ونشر تراثها الغزير وليشارك المجامع الأخرى في البلاد العربية وقد تلقى الغيورون على اللغة العربية نبأ إنشائه بالابتهاج خلال الاحتفال بجائزة الدولة التقديرية في الأدب فهو من الروافد اللغوية للحياة الثقافية، إن الواجب ألا تطفو العامية على الساحة الثقافية ومزاحمة الأصالة الفكرية والأدبية ولنردد مع الشاعر العربي قوله:
أحمي حمى الفصحى وأفخر أنها
لغتي بها جاء الكتاب المنزل
وبها أحاديث النبي المصطفى
وبغيرها القرآن ليس يرتل
وبعد فإن الحديث عن الفصحى يفي الحديث عن الأمة حضارة وثقافة وتاريخا وأصالة ولن يؤثر عليها دعاة العامية وتعدد اللهجات فقد كرمها القرآن وجعها لسان العرب جميعا وحفظها من التلاشي وأدام لها العزة والقوة والانتصار.