د. ناهد باشطح
فاصلة:
(ليس ثمة طريقة وحيدة لدراسة الأمور)
- حكمة يونانية -
الوعي لا يتعلق بالتعليم أو الحصول على أعلى الدرجات العلمية بشكل منفرد إنما ينطلق من معرفة الإنسان بذاته ومن ثم معرفته بالعالم المحيط به والقدرة على إدراك ما حوله، ولا يمكن للوعي أن يتشكل ويتطور إذا نأى الإنسان بنفسه وأفكاره عن مجتمعه.
الذين ينغلقون على أفكارهم جازمون بصحتها يحرمون أنفسهم من تطور إدراكهم لذلك فالمتعصبون فكريا يمثلون نموذجا واضحا لانخفاض مستوى الوعي. فالفكر أحد جوانب الوعي الإنساني.
كما أن التعلق بالمصلحة الفردية المادي أو المعنوية تنتج وعيا قاصرا.
نحتاج في هذه المرحلة المتوثبة نحو التنمية أن نعمل على تطوير الوعي بين الأفراد سواء في البيت وهذا دور الأسرة أو في المدرسة وهو دور المعلم أو في الحياة بشكل عام وهذا دور الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني.
ولا يقل تحرير الوعي أهمية عن تطويره وهي مرحلة متقدمة من النقد الذاتي ومن ثم القدرة على التأمل والتفكر فيما حولنا.
إن الاستسلام لأفكارنا القديمة مهما كانت يعتبر تقديس غير مبرر فالمعرفة بلا حدود والتغير سنة الحياة ولا يمكن التسليم بالوقائع دون استخدام العقل في تفنيدها.
أما ترديد قناعاتنا وأفكارنا بتعصب فهو بلا شك يسجن الوعي في مراحل متدنية تضر بالإنسان نفسه قبل أن يمتد ضررها إلى الآخرين.
تكوين الوعي لدى الإنسان لا يتوقف على إرادته بل يتوقف على شعوره بالمسئولية تجاه نفسه والآخرين.
لذلك فلا وعي لمن يعيش في دائرة ذاته ويحاول أن يفرض رأيه في قضايا ومشكلات اجتماعية دون النظر إلى الآخر.
الوعي الاجتماعي ليس مجرد استجابة انفعالية للحدث إنما هو حالة عقلية خاصة يكون فيها العقل بحالة إدراك بمحيطه الخارجي فإذا انشغل بذاته فقد سجن وعيه.