د. صالح بكر الطيار
يوجد مئات الآلاف من الرعايا السعوديين بالخارج بعضهم يقيم لفترات طويلة بحكم العمل أو الدراسة وآخرون بشكل مؤقت لغرض السياحة أو الزيارة أو لأسباب صحية أو تجارية وترتفع هذه الأعداد بشكل سنوي في ظل برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وما يوفده سنويا من آلاف الطلاب والطالبات إلى بلاد الغربة للدراسة وذلك لنفع أنفسهم ووطنهم والمساهمة في تنفيذ خطط وتوجهات الدولة في الابتعاث الذي يعد من أهم عناصر التخطيط التعليمي للمملكة وقد انعكس إيجابا على تخريج عدد من المختصين والباحثين والقادمين بشهادة ومؤهلات للعمل في وطنهم والمساهمة في صناعة مستقبله.
ما أود الحديث عنه في مقالي أن كل سعودي بالخارج يتواجد لأي مهمة أيا كانت فهو أمام مهمة وطنية تتمثل في رفع اسم وطنه عاليا من خلال الظهور بمظهر ديني وسلوكي واجتماعي ومتحضر ومتطور يعكس اسم المملكة العربية السعودية في الخارج خصوصا وأننا نبدأ خطوات واثقة لتحقيق أحلام وأمنيات الوطن في الرؤية السعودية 2030إضافة إلى أهمية أن يكون للمواطن السعودي بصمته خارجيا من حيث التميز في أداء الرسالة التي ذهب لأجلها خصوصا إذا كان منتدبا وممثلا لوطنة في محفل خارجي أو في وظيفة دبلوماسية أو ممثلا للوطن في مؤتمر أو دارسا في جامعات خارجية أو تاجرا عليه أن يعكس اسم الوطن في هذه المناسبات حتى يكون سفيرا للوطن في الرسالة التي سافر لأجلها ولكي يتكون لدى الدول في الخارج مشهدا متميزا للمواطن السعودي الذي يحافظ على اسم وسمعة وطنه وأهداف نبيلة جعلته يتغرب لأجلها كي نكون انموذجا يوازي سمعة قيادتنا وبلدنا في الخارج .
وعلى الرعايا الالتزام بما تضعه السفارات والقنصليات من تعليمات في الخارج حفاظا على سلامتهم وعلى تحقيق المراد من سفرهم وعلى الجهات الدبلوماسية في الخارج أيضا أن ترفع جانب الوعي من خلال التوعية والرسائل المتواصلة للتعريف بالبلدان في الخارج وقوانينها وأن يتم توفير قاعدة معلوماتية لكل سعودي بالخارج عن ذلك وعن أهداف ومهام هذه الجهات لمساعدته وخدمته وهي ما أوصت عليه القيادة الرشيدة في أكثر من مناسبة .
المسؤولية الوطنية للرعايا بالخارج تتضمن أن يكونوا على قدر المهمة ووفق متطلبات المرحلة حيث إن وطننا يواجه فتنا خارجية من كل جانب فليكن الجميع درعا لوطنه سواء في الداخل أو الخارج وأن يكونوا خير سفراء للوطن الذي رفع اسمه عاليا بين الأوطان وعلى الرعايا السعوديين أن يزوروا سفاراتنا في أي دولة أثناء وصولهم وعلى السفارات والقنصليات أيضا أن تكون مصدرا للتوعية ومنبعا لتوظيف الوطنية حتى يكون الجميع سفراء نبلاء وأوفياء للوطن الحبيب.