- الشاعر حسن عبده صميلي في قصيدته «نزوع لآخر» يطل بعذوبة شعرية فائقة لينقش لنا على صخر الواقع مقولات آسرة؛ طرزها بإسار الشعر الفاتن، ليسطر لنا في هذه الكلمات مخبوء الحالة الوجدانية للإنسان الذي يبحث له عن بهاء موعود؛ يخرجه من ربقة المألوف والمعتاد.
فالقصيدة لدى الشاعر صميلي دائماً ما تكون متقنة ومعبرة وذات دلالة شعرية متميزة، فالنزوع هنا أراد به البحث عن مجال أو أفق أكبر عله يعثر على ما يبحث عنه من سكينة وهدوء، إذ تزدحم في أفقه الآن الكثير من المثبطات والمعوقات.. فلا يجد غير الشعر ملجأ.. عله يقيله من عثرات هذا الواقع.
تصعد القصيدة «نزوع لآخر» نحو أفق رحب أراده الشاعر لها، ليرسم وجه الحياة بمشهد وامضٍ سريع يقتفي به حساسية خطابه الإنساني، فيبرع في تصوير معاناته باقتدار وتمكن.
- محمد الخضري في نصه «مذاق رائحة الصباح» يرسم تفاصيل الولع في بواكير يوم مشرق جميل، ليدوزن لنا بعبارات الشعر العذب كتابته النصية الفائقة في حضورها.. فيقطف ما استطاب من ورود البهاء والكلمات المنكهة بعذوبة الوصف لبثها أمام القارئ.
فلم يتخلّ الكاتب الخضري عن أسلوبه الشعري المتقن، ولم يبخل علينا في رصف هذا الجسر الجميل المطوق بالورود والرياحين وعبارات البهاء ليقف القارئ أمام مشهد شعري منوّع.. فكيف لا والمبدع الخضري يوقع أعماله وكتاباته ونصوصه بقلم «البستاني».. فهو إذا يجمع لنا وبدربة وإتقان الكثير مما لذ وطاب، وغلا ثمنه، وعلا قدره ومقداره من الورد والأغصان، وشجيرات الفأل التي تضوع رقة وعذوبة، ليستخلصه لنا على هيئة نص مكتمل العناصر والأركان.
- فهد عبدالله مرعي في نصه «نوائب حُبلى» يطل عبر «إبداع» في هذه المشاركة الأولى له في مجال الكتابة النثرية، إذ تميل هذه التجربة ومن خلال هذا النص إلى أسلوب التسجيل السردي لمشهد الحياة، حيث جاء هذا النص على هيئة رصد موجز لتفاصيل العناء الذي يمر به بعض الشخوص لا سيما منهم في حياة المعاناة والدأب.
في النص صورتان أو مشهدان للمعاناة بين مدينة وجدران، وأرض قفر، وأشجار تعاند الموت، ليستخلص لنا الكاتب رؤية واحدة هي أن الحياة مليئة بالمعاناة في أي مكان سواء كان في المدن أم القرى والريف..