رجاء العتيبي
لا أجد استخدام الأسماء المستعارة في مجال الفنون سلوك مرحب به في هذا الزمن, زمن قنوات التواصل الاجتماعي, وزمن ما بعد الحداثة, وزمن الجماهير, لأن الإنسان المبدع, بات شخصية مطلوبة جماهيريا (بشحمه ولحمه).
المعجبون يريدون أن يتواصلوا مع نجمهم وجها لوجه, في حين لا يريدون أن يتواصلوا مع مبدع يظل بمثابة (الشبح) بالنسبة لهم, تدور حوله الشائعات, إنه س أو ص أو ع.
الاسم المستعار في هذا الزمن, يؤثر سلبا على جماهيرية المبدع, ويحد من انطلاقته, هو لدى الكبار ربما يكون تعاليا على الجماهير, وهو لدى الصغار ربما يكون استخفافا بهم قد لا يقصدون ذلك ولكن بعض التوقعات تقول ذلك.
وطالما أن الأمر ليس محظورا وشائعا بين الناس, فلما الاختباء خلف اسم مستعار؟ وهل هذا الزمن زمن التخفي أصلا ؟ في حين أن الكثير يبحث عن الشهرة بأي ثمن.
مهما كانت المبررات لا أحد في هذا الزمن يقبل الاسم المستعار من أي شخص كان, والفنون التي يمارسها المجتمع لا تدخل في باب المحرمات أو باب العيب أو باب النواحي الأمنية , حتى يخجل صاحب الاسم المستعار عن إظهار اسمه, الجماهير تحب نجومها وعليهم أن يظهروا بشخصيتهم الحقيقة واسمهم الحقيقي, بكل ثقة.
ويكون الاسم المستعار محزن لنا, يوم نعرف أنه مبدع ومتميز ومؤثر في الساحة الفنية, كيف لهذا الشخص الذي أبدع أجمل الألحان الخالدة, وهذا الإحساس الجميل, لماذا يبقى خلف الكواليس كل هذه السنين, لماذا يبقى متواريا عن الأنظار؟ لو ظهر ستكون لطلته بعدا جماهيريا لا يوصف, فالمبدعون يستحقون الثناء.
وتكمن المشكلة, أن الاسم المستعار مازال له حضوره في المجتمع الفني السعودي, ولا يوجد له مثيل محلياً وعربياً ودولياً, كان موجودا في الصحافة الورقية زمان, وتقلص وجوده شيئا فشيئا حتى كاد يندثر في هذا العصر سوى من أسماء مازالت ترى أهميته بالنسبة لها.
نتطلع أن نحتفل بآخر اسم مستعار في مجال الفنون ـ والغناء تحديدا ـ ليكشف عن شخصيته, ويلتقي جمهوره, وهي بالتأكيد لحظة لاتنسى وسيسجلها التاريخ كأهم لحظة في ( خصوصية) المجتمع السعودي, يوم أماط اللثام الاسم المستعار عن اسمه الحقيقي.