المعنيون هنا هم المقعدون الذين ابتلوا بمرض لا يُرجى برؤه، وأولئك المحتاجون إلى العناية والرعاية المباشرة في كل شؤونهم بما في ذلك القيام بنظافتهم الشخصية، مثل شديدي الإعاقة عقلياً وجسدياً ونفسياً، وأصحاب الاعتلالات الدائمة من ضحايا الحوادث المرورية وغيرها، والمصابين بالجلطات الدماغية وغيرها من الأمراض المزمنة. جميع هؤلاء يحتاجون الرعاية المباشرة في كل شؤونهم، ولا تستطيع عائلاتهم القيام بهذا الدور، وإن اضطرت إلى ذلك فعلى حساب راحة مرضاهم مما يزيد من معاناتهم.
مما يؤسف له أن وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية قد أسقطتهم من حسابها، ولم يهيأ لهم مراكز متخصصة.
كل ما لدينا دور قليلة للمسنين لا تستطيع استيعاب إلا القلة القليلة منهم. إن معظم دول العالم قد خصصت ملاجئ تستوعب المحتاجين من مواطنيها مهما كان عددهم؛ بل إنها تحرص على البحث عنهم، فكيف ببلادنا التي أنعم الله عليها، ودينها دين الرحمة يفرض عليها واجب أداء حقوق مواطنيها بكل فئاتهم.
دعونا من ترديد تبريرات تدّعيها بعض الجهات المسؤولة للتملُّص من مسؤوليتها وإلقائها على أسر هؤلاء بدعوى البرّ.
لا شك أن المقتدرين يقومون بتأمين كوادر بشرية للعناية بمرضاهم، أما غير المقتدرين فيتضرعون إلى الله أن يرقق قلوب المسؤولين، والموسرين لدينا وما أكثرهم.
لا شك أن المراكز المتخصصة - المطلوب افتتاحها - تجعل من عامليها أُسَراً بديلة مع توفير الرقابة المركزية على مدى أربع وعشرين ساعة، وتضع برامج لتسهيل تواصل عائلات المرضى معهم وبرامج أخرى تربطهم بمجتمعهم.