عمر إبراهيم الرشيد
السعيد من وعظ بغيره. ذلك أنه حين تحصل على درس وعظة دون ضرر أو ضربة قاسية، فذلك مكسب كبير، إذا أثر فيك ذلك الدرس وبعمق، وأعطاك حصانة ضد الوقوع في الخطأ الذي وقع فيه من استخلصت الدرس منه. حين اهتزت تركيا ومعها المنطقة وركّز العالم أنظاره إلى الشاشات صغيرها وكبيرها متابعة لذلك الحدث، أخذ الشعب التركي يقدم صوراً مشرقة لمعنى المواطنة. تمدّد بعضهم أمام الدبابات تحدياً وفداءً لاستقرار تركيا وكرهاً للقمع والاضطرابات والتمزق. خرج حتى من لا يتفقون مع أردوغان وبعض سياساته ومعهم المعارضة التركية - وهنا مربط الفرس - وقوفاً مع الحكومة الشرعية، ورفضاً لأي محاولة لقلب النظام وتحويل وطنهم إلى معسكر. حقاً لا شيء يعدل الاستقرار والأمن، فاللهم احفظ أمن بلادنا وأعده إلى من فقده في بلاد عربية وإسلامية. وحين نقول هذا يحسن تذكُّر أنه لا أحد يستطيع الادعاء بأنه ينعم بكل شيء، فليس هناك شعب أو بلد كامل مكمّل خالٍ من العيوب والمشاكل والنواقص، تتفاوت تلك المشاكل والمعضلات من بلد ومجتمع إلى آخر. هنا في المملكة وهي أولى بحديثنا هذا، لدينا قصور في عدة نواحٍ ومشكلات تنموية، ونمر بتغيرات اجتماعية أو قل مرحلة انتقالية لها آثارها الجانبية الاجتماعية والاقتصادية، كما أنّ المملكة تتعرض لتهديدات إقليمية غير مسبوقة وتخوض معارك في أكثر من مجال، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وبرغم ذلك ولله الفضل والمنّة ما برحت المملكة بقيادتها الرصينة تقدم الإنجاز تلو الآخر وتثبت للعالم أنها ليست نفطاً فقط، وإنما سياسة وتنمية وأيادٍ بيضاء للمنكوبين، وجنود يحمون وطنهم وجيرانهم ضد محاولات الغادرين. وداخلياً ها هي الخطة والرؤية التي قطعاً ستحتاج إلى الصبر وتضافر المواطن والمسئول لتحقيق خطواتها، مع ما تم إنجازه من خدمات كانت بالأمس حلماً، وما سيرى النور قريباً مثل القطارات والنقل وغيرها. وتظل آمال المواطن بحلول جذرية للإسكان والصحة والتعليم آمالاً مشروعة لن يعجز هذا الوطن حكومة وشعباً عن تحقيقها بإذن الله.