صيغة الشمري
يحتاج الكثير من المسؤولين سواء في القطاع الحكومي أو الخاص إلى توعية كبيرة وعميقة لمفهوم ودور العلاقات العامة والإعلام بشكل عام وفي منشأتهم بشكل خاص، هناك قصور واضح وملاحظ في الاتصال المؤسسي لكثير من الجهات التي يفترض أن يكون أداؤها الإعلامي موازياً لأدائها على أرض الميدان، كثير من الناس ينظر لبعض المنشآت الحكومية نظرة قاصرة وظالمة نظراً لعدم وجود قسم إعلامي متخصص وفريق علاقات عامة ماهر، بل إن الكثير من هذه المنشآت الحكومية تختار مجموعة من موظفيها وتضعهم في قسم العلاقات العامة والإعلام دون دراية أو تخصص، بل حسب وجهة نظر وأمر رئيس تلك المنشأة، الأمر الأكثر سوءاً هو قناعة جديدة حول العلاقات العامة والإعلام بدأت تغزو اصحاب القرار في القطاع الحكومي والخاص على حد سواء وهي الاستعانة بالمشاهير لإدارة قسم العلاقات العامة والإعلام وبالذات المشاهير من المذيعين في القنوات التلفزيونية، وهو أمر كارثي ومدمر بالنسبة للمتخصصين في هذا المجال كونهم يعرفون تمام المعرفة بأن هذا القرار خاطيء ومضر بالمنشأة التي يديرها مذيع أو صحفي مشهور أو ممثل أو أي من هؤلاء المشاهير، لو كان المذيع المشهور يفقه في العلاقات العامة والإعلام لرأينا لاري كينق واوبرا ونفري ودكتور فيل وغيرهم من المذيعين العالميين يديرون حملات رؤساء أمريكا الانتخابية، لماذا لا نرى لاري كينق وهو الأشهر والأقدر وقد عينه أحد رؤساء أمريكا في مكتبه الإعلامي أو وضعه مستشاراً إعلامياً يأخذ منه الخطط الإعلامية؟! لاري كينق المذيع الذي يحلم أي رئيس دولة في العالم أن يظهر معه في حوار لم يستعن به البيت الأبيض ولم يأخذ منه استشاره إعلامية واحدة، كون هؤلاء الناس يعرفون تمام المعرفة بأن إدارة الاتصال المؤسسي لا علاقة للمشهورين في شغلها أو إنجاحها، كيف يفهم المذيع في التخطيط الإعلامي وهو لا يملك سوى قراءة ما يكتبه المعد التلفزيون، وحتى إن كان هو من يعد حلقته فهذا الإعداد غير كاف لمنحه التخطيط الإعلامي لوزارة أو منشأة تجارية مهما بلغت شهرته، إن المشاهير في كل أنحاء العالم يستخدمهم صاحب الخطة الإعلامية للدعاية لحملته أو منشأته بشكل مباشر أو غير مباشر، لكن لا يستخدم كعقل مدبر لخطة إعلامية لأن هذا أمر محكوم عليه بالفشل مسبقاً حتى وإن كان هذا المذيع يحمل أكبر الشهادات الإعلامية المتخصصة لأنه طوال سنوات عمله كمذيع لم يمارس تخصصه في وضع الخطط الإعلامة، التخبط الذي ترونه يمنة ويسرة بسبب الخطأ في اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، مثل أن يعجبك عامل بناء وتضعه مهندساً معمارياً، في هذه الحالة فضلت صاحب العضلات على صاحب العقل، فطاحلة الاتصال المؤسسي وصانعو الخطط الإعلامية الناجحة لا يمكن أن يكونوا مشاهير أو يتم اختيارهم من المشاهير، والدليل أن مديري حملة المرشحين لرئاسة أمريكا ليس بينهم مذيع أو ممثل أو أي كانت شهرته، بل لا تجده مشهوراً إلا في مجاله!.