محمد الشهري
لا يحتاج المرء إلى الكثير من الوقت والجهد لكي يميز بين الغث والسمين، بين العمل المُراد به بلوغ الأهداف، وبين الآخر الذي لا يتجاوز في مضامينه وأغراضه نطاق ذر الرماد في العيون.
** من هنا يمكننا القول - وبلا تحفظ - : إن التحركات والتدابير التي انتهجتها وعملت عليها الإدارة الهلالية منذ نهاية الموسم الماضي، إنما تنم عن قناعتها وإدراكها لحجم ومدى احتياجات الفريق فنياً وعناصرياً لكي يحافظ على مكتسبات وهوية (كبير آسيا)، ولا سيما في ظل حالة الاهتزاز الغريبة التي اعترته مؤخراً، والتي فقد من خلالها وعلى إثرها العديد من الاستحقاقات المتاحة، وذهابها بالتالي لمن يتقنون اللعب على أكثر من حبال، أكثر من إتقانهم للعب في أرض الميدان؟!.
** تلك التدابير والتحركات الواعية تمثلت أولاً في البدء بالعمل على تذليل الكثير من العقبات المادية التي من شأن تذليلها توفير المساحة اللازمة للغربلة والاستقطاب، وهو ما تم بالفعل بدعم سخي ومساندة مشهودة غير مستغربة من رجالات الزعيم وأعضاء شرفه كالعادة.
** في الوقت ذاته كانت تدابير وإجراءات الاستقطابات الفنية والعناصرية المدروسة تسير على قدم وساق جنباً إلى جنب مع مهمات تسهيل وتوفير الإمكانيات المادية اللازمة لضمان نجاح تلك الصفقات المعتبرة التي أصابت البعض بالذعر إلى الدرجة التي تحول طرحهم وتعاطيهم مع المسألة إلى (مناحات) وبكائيات؟!
** كل تلك المكاسب وذلك العمل الكبير كان يجري دون ضجيج أو بهرجات أو فرد عضلات، عملاً بمبدأ (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) وهو ما ساعد على تحقيق المراد بعد توفيق الله.
** وبذلك تكون الإدارة الهلالية قد هيأت كل ما في وسعها، ووفرت أسباب ومتطلبات خوض استحقاقات الموسم القادم بأكبر قدر ممكن من الأدوات اللازمة لتحقيق موسم أكثر نجاحاً (بإذن الله) شريطة الاستفادة من هفوات وأخطاء المواسم الأربعة الماضية، سواء إدارياً، أو فنيا، أو عناصرياً.. بمعنى أن الفريق مكتمل الصفوف، ومهيأ تماماً للظهور بالمظهر اللائق المعروف عنه، وتبقى النتائج بعد ذلك في علم الله وتصريفه.
شوارد
** إذا أردت أن تعرف المعنى الحرفي لصفة (حاطب ليل) فانظر إلى طرح بعض كتّاب الأهلي هذه الأيام: (خريط) على (هياط) على (نياح) على (أكاذيب وتلفيقات) على (شوفة نفس) لا تستقيم إطلاقاً وواقع الحال !!!.
** أن يرفض اللاعب عرض ناديه للتجديد، ويفضّل الانتقال لناد آخر بمميزات أقل كثيراً من المميزات التي عرضها ناديه، فليس للمسألة إلاّ معنى واحد، ومع ذلك يأتيك أحد (المتحذلقين) ليخترع لها الحكايات والروايات الخيالية الكاذبة لكي يوهم السذج ويصرف أنظارهم عن الأسباب الحقيقية التي أدّت باللاعب إلى قبول العرض الأقل، أو التنازل عن مستحقاته، فقط لكي (ينفذ بجلده)؟!!.
** نحن مع الصرامة، ومع ضرب الفساد بيد من حديد، قلباً وقالباً، في سبيل تنظيف وتنقية رياضتنا من كل ما يلوثها على غرار ما تم في قضية التلاعب التي حدثت على مستوى الدرجة الأولى، ولكن يبقى السؤال المطروح: هل سيكون هناك مكيال واحد لا يفرق بين هذا وذاك، أم أنه سرعان ما تعود (ريمة لعادتها القديمة) وكأنك (يابو زيد ما غزيت)؟!!.
** الكبير يكبر بإنجازاته وحضوره، لا بالنفخ، ولا بالادعاء الكاذب، ولا بالدعاية الفارغة، ولا حتى بالتطاول على العمالقة.
من الأمثال الحجازية:
(الذبابة لا تقرص، ولكنها تغثّ الكبد).