أخطأ الغرب عندما تعاملوا مع الحرب الجارية في سوريا والتي يقتل فيها الشعب السوري بكامله ببرود وعدم اهتمام لِما يجري له، أخطأ أوباما عندما وجه تحذيره للنظام السوري واختط خطوطه الحمراء ليتجاوزها النظام السوري ليقتل بالكيماوي الشعب السوري بدمٍ بارد دونما أن يثأر أوباما لخطوطه الحمراء التي وضعها أمام العالم ليتراتب الشعب السوري إصطفافاً على أبواب مذبحة التاريخ وبقوافل لا تنتهي من القتلى والمهجرين، ومصيبة الشعب السوري مصيبتان هي قتل النظام السوري له واصطفاف أيران خلفه ومعها مليشياتها الطائفية التي جيء بها من كل مكان لتعبث بالحرث والنسل والمصيبة الثانية للشعب السوري دعم الدب الروسي لِما يفعله النظام وإيران ومليشياتها ليقوم بطائراته الحربية بقصف الشعب السوري الأعزل دون هوادة أو رحمة، تكالبت عليه قوى الشر هنا وهناك حتى أن الغرب أصبح اليوم يتآمر عليه ويُسلِم قضيته برمتها للدب الروسي ليفصل بها كيفما شاء وبواسطة آلته الحربية الثقيلة الضخمة وبواسطة استخدام الحِيل والأفكار الحربية القذرة التي تتصف بها إيران من خلال طائفتيها المقيتة وتنكليها بواسطة مليشياتها وحرسها الثوري بهذا الشعب السوري الذي تركه العالم يُقتل وهم يتفرجون عليه.
ذكر وزير العدل العراقي الأسبق في عهد حكومة نوري المالكي عبر إحدى الفضائيات العراقية عن قيام الحكومة العراقية بإخراج قيادات من القاعدة من سجني التاجي وأبو غريب في عام 2013م وبواسطة أجهزة استخبارات خارجية وذلك لصنع داعش فيما بعد لضرب الثورة السورية وإجهاضها لتتبين فصول الحكاية فيما بعد عبر سيناريوا المؤامرة التي نراها اليوم بدايةً من إيران مروراً بروسيا وأمريكا وبريطانيا ودول غربية عدة لعبت أدواراً أساسية عدة، كلٌ حسب المطلوب منه، إذ إن إيران وروسيا منغمستان بشكل مباشر في هذا الصراع وضرب هذه الثورة وإجهاضها، وأما أمريكا وأوروبا فكان دورهما تمييع وإضاعة حقوق الشعب السوري وهذا بالنسبة للسوريين كان كارثياً لأنهم قد علقوا آمالهم على من إنبروا للدفاع عن ثورتهم في بدايتها ليقطعوا بهم الطريق بالمنتصف ويتركونهم وحيدين عرضة لآلة قتل النظام وملالي إيران وروسيا، وبالتالي هذا الأمر سوف يقود الكثير من أبناء الشعب السوري لأن يعتبر العالم كله متآمراً عليه ويكره الجميع لِما يراه من قتل أهله وذويه من قبل المليشيات والطائرات التي تقصفه ليل نهار بلا هوادة أو رحمة، الأمر الذي يجعل كثير منهم يقوم بالإلتحاق للمنظمات الإرهابية كداعش ونحوها والتي صنعتها أياد خارجية لضرب الدول العربية وتمزيقها.
فما وقع من حادث إرهابي في «نيس» بفرنسا أثناء الاحتفال بالباستيل والألعاب النارية من خلال دهس شاحنة للمحتفلين ومقتل ما يزيد على الـ(84) وعدد من الجرحى، جاء نتيجة نظام سوري فاشي صانع للإرهاب العالمي لما يزاوله على شعب كامل ما جعل ساحة أراضيه مكان للتصفيات الدولية والمخططات والمكائد وسايكس بيكو (2) يجزئ سايكس بيكو (1).
فيجب على العالم الحر المتحضر أن لا يضع رأسه في الحفرة كالنعام ليتغابى ويتعامى عن أُسْ المشكلة والمنبع الرئيس لمغناطيس سرطان الإرهاب العالمي وهو النظام السوري الفاشي فمتى أُعطي الشعب السوري حرية تقرير مصيره بذاته وفك قيود الاستعباد لملة ملالي الولي الفقيه فلسوف يُحافظ على عيشه وسوف يرى أن العالم جميل والحياة تستحق العيش فيها والعمل لها ولأجلها.