سلطان بن محمد المالك
يعد اختيار الموقع المناسب لإقامة المشروع الجديد أياً كان نوعه وحجمه (تجارياً، صناعياً، أم خدمياً ...كبيراً، متوسطاً أم صغيراً) ... ركناً أساسياً من أركان نجاح المشروع، لما له من أثر كبير في مبيعاته وأرباحه. ومشكلة اختيار الموقع المناسب تواجه العديد من المستثمرين عند التفكير بالبدء بمشروع جديد. وهناك عدة عوامل يجدر بصاحب المشروع أن يقوم بدراستها دراسة وافية، قبل أن ينتهي به الأمر إلى اختيار موقع معيّن لمشروعه، وتقسم هذه العوامل إلى قسمين: قسم يتعلق باختيار المدينة المناسبة وقسم آخر يتعلق باختيار موقع معيّن داخل هذه المدينة يقام فيه المشروع الجديد. ولن أخوض بتفاصيل ما ينبغي أن تتضمنه تلك العوامل المؤثرة لكثرتها ولكي لا أخرج عن موضوع المقال الرئيسي. فكثيرون هم من لا يولون هذا الموضوع أي اهتمام في البداية ويكتشفون خطأهم، بعد أن يواجهوا مشاكل حقيقية في عدم نجاح المشروع والمتمثل في قلة المبيعات... أي بعد (أن يقع الفأس بالرأس)... أتعجب !!! لماذا نحن هكذا نتعجل في قراراتنا كثيراً سعياً نحو تحقيق نتائج سريعة، ونبدي اهتماماً في بعض الأمور البسيطة ونغفل الأمور الهامة ... فعلى مستوى المشروعات الصغيرة يكثر الوقوع بمثل ذلك الخطأ، حيث غالباً ما يكون صاحب المصلحة هو المستثمر(الأجنبي) وهو لا يهتم كثيراً بهذا الأمر، حيث في حالة الخسارة سوف يتحمل (المواطن) (المغلوب على أمره) المسئولية كاملة... ونتيجة لذلك نلاحظ كثرة المحلات المعروضة للتقبيل بعد فترة قصيرة جداً من افتتاحها. أعرف أحد الأصحاب ممن وفقه الله وإخوته في نشاطهم التجاري الخاص ببيع وتصنيع الذهب والمجوهرات... وتقوم إستراتيجيتهم على أساس عدم المجازفة بفتح معرض جديد في أي مجمع تجاري جديد... بل هم يفضلون دائماً الانتظار ومتابعة نجاح أي مجمع تجاري جديد، ثم يدخلون للسوق من خلال اختيار موقع مناسب ويدفعون فيه قيمة مناسبة حتى وإن كانت مرتفعة إلى حد ما... وخلال مدة وجيزة، وبتوفيق من الله يستطيعون أن يعيدوا تكلفة شراء المشروع، و من ثم تحقيق أرباح مجزية وهم يستفيدون بطبيعة الحال من أسمهم التجاري وسمعتهم الطيبة في السوق.... ونجحت إستراتيجيتهم تلك إلى حد كبير جداً... وعلى النقيض تماماً هناك فئة أخرى من المستثمرين تقوم باختيار الموقع للمشروع الجديد من باب المحاكاة والتقليد لأحد المشروعات الناجحة، فما أن يشاهدوا أحد المشروعات الجديدة الناجحةتى يقوموا بفتح مشروع مماثل تماماً وملاصقاً لهذا المشروع، متناسين أن هذا المشروع الناجح لديه عملاء وزبائن خاصون ولا يرغبون في التحول إلى مشاريع منافسة... بطبيعة الحال مصير هذا النوع من المشاريع التي تستخدم أسلوب التقليد هو الفشل في الغالب. شخصياً أرى بأن اختيار الموقع المناسب لإقامة المشروع يمثل في أهميته ما يقارب 70% من نجاح المشروع وفشله على أساس توفر إدارة كفؤة لإدارة المشروع وثبات جدواه اقتصادياً. والرسالة الأخيرة التي أوجهها لكل مستثمر أن يولي اختيار الموقع المناسب اهتماماً خاصاً ويضعه من ضمن أولويات عمله .... أسأل الله التوفيق للجميع في جميع أعمالهم.