كابول - رويترز:
استهدف تفجيران انتحاريان مظاهرة لأعضاء من أقلية الهزارة الشيعية بالعاصمة الأفغانية كابول امس السبت مما أدى إلى مقتل 80 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 230 في هجوم أعلن تنظيم داعش المسؤولية عنه. وأظهرت لقطات تلفزيونية من موقع الهجوم الكثير من الجثث على الطريق المخضب بالدم قرب المكان الذي كان يتظاهر فيه الآلاف من الهزارة احتجاجا على مسار خط للكهرباء يكلف ملايين الدولارات. وإذا ما تأكد أن هذا الهجوم من عمل داعش فسيمثل تصعيدا كبيرا في نشاط الجماعة الذي اقتصر أغلبه حتى الآن على إقليم ننكرهار شرق البلاد. وقال مسؤولون في المديرية الوطنية للأمن وهي وكالة المخابرات الأفغانية إن الهجوم خطط له شخص يدعى أبو علي من تنظيم داعش يقيم في منطقة آتشين في ننكرهار. وأضاف المسؤولون أن ثلاثة أفراد شاركوا في الهجوم. وقالت صابرة جان وهي متظاهرة شاهدت الهجوم ورأت الجثث المغطاة بالدماء على الأرض «كنا نشارك في مظاهرة سلمية عندما سمعت دويا ثم كان الجميع يهربون ويصرخون... لم يكن هناك من يساعدنا». من جهتها نفت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم، وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسمها في بيان إن الحركة «لم تشارك بأي صورة من الصور في هذا الهجوم المأساوي»، وأضاف أن «دوائر معادية» هي التي نفذته. وقالت الحركة في بيان على موقعها على الإنترنت إن الهجوم «مؤامرة لإشعال حرب أهلية». ونجح المهاجمون في القيام بهذه العملية على الرغم من تشديد الإجراءات الأمنية بما يشمل إغلاق أغلب وسط كابول بحواجز أمنية وتحليق طائرات هليكوبتر على ارتفاع منخفض. وقال بيان من وزارة الداخلية إن 80 شخصا قتلوا وأصيب 231 مما جعل الهجوم من بين الأكثر دموية في البلاد منذ الإطاحة بحكم طالبان في حملة عسكرية قادتها الولايات المتحدة في 2001.
من جهته أعلن الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني يوم حداد وطنيا بعد الهجوم وتعهد بالانتقام.
وأدان تاداميتشي ياماموتو الممثل الخاص لبعثة الأمم المتحدة في أفغانستان الهجوم ووصفه بأنه جريمة حرب. وعرضت الولايات المتحدة المساعدة في التحقيق في الهجوم. وأدانت الولايات المتحدة وروسيا الهجوم وجددتا التعهد بتقديم المساعدة الأمنية لكابول. وقال البيت الأبيض في بيان «لا نزال ملتزمين بالعمل المشترك مع قوات الأمن الأفغانية ودول المنطقة لمواجهة القوى التي تهدد أمن واستقرار وازدهار أفغانستان». ونقلت وكالات أنباء روسية عن بيان للكرملين قوله إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جدد استعداده لمواصلة التعاون البناء مع سلطات أفغانستان وشعبها في محاربة كل أشكال الإرهاب».