أكثر من سبعين يومًا قضاها وفدا الشرعية اليمنية والانقلابيون في قصر بيان في الكويت عقدوا خلالها عديدًا من جلسات المشاورات المتواصلة برعاية الأمم المتحدة التي وفرت وحكومة الكويت للفريقين كافة السبل والوسائل التي من شأنها الإسهام في إنجاح هذه المشاورات، غير أن النتيجة كانت غير مرضية، إِذ لم تحقق المشاورات طيلة تلك الفترة شيئًا يذكر، الشارع اليمني الذي ظل طوال الفترة الماضية ينظر بتفاؤل وأمل إلى تلك المشاورات علها تسفر عن حلول حقيقية تبشر بقرب انتهاء الحرب ومعها المعاناة لتعود الحياة من جديد إلى ربوع اليمن.
اليوم ومعى عودة جلسات المشاورات للانعقاد من جديد لم يعد اليمنيين ينظرون إليها كما في السابق، فقد أصبحوا لا يثقون بتلك المشاورات ولا يعلقون عليها الأمل ولم تعد تعني لهم شيئًا لأنها لم ولن تجني لهم سوى السراب كما قالها الرئيس عبدربه منصور هادي حينما قال: «لم نجن من مشاورات الكويت سوى السراب» وقد كان صادقًا فيما قاله، لأن الانقلابيين وطوال فترة المشاورات ظلوا يمارسون على الأرض كل أنواع الجرائم والانتهاكات بحق اخوانهم اليمنيين في عدة محافظات، وتواصلت خروقاتهم للهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة ليتجاوز عددها الآلاف، فضلاً عن مضيهم في تدمير ما تبقى من مؤسسات الدولة والوصول بالوضع الاقتصادي إلى مرحلة الانهيار.
مشاورات الكويت باتت مشاورات عقيمة ولا يعلق عليها اليمنيون بعد اليوم آمالهم، خاصة مع تحيز الأمم المتحدة إلى صف الانقلابيين وانحرافها عن المسار الصحيح.
الكثير من اليمنيين اليوم تتجه أنظارهم صوب جبهات القتال في مأرب والجوف والبيضاء وتعز بدلاً من الكويت عله يأتيهم منها ما يبشر بتحقيق الانتصارات الميدانية وإنهاء الانقلاب.. فالمجتمع اليمني بعد أن أصابه الإحباط واليأس لما يمكن أن تسفر عنه هذه المشاورات من حلول ممكنة للوضع المعقد في اليمن، لم يعد يتطلع سوى لما سيحققه الأبطال في الميدان من حسم عسكرى ينهي الانقلاب، ويقضي على التمرد، ويعيد الحياة في اليمن إلى وضعها الطبيعي.
إن زيارة الرئيس عبدربه منصور ونائبه علي محسن الأحمر قبل أيام إلى مأرب كانت خطوة مهمة استطاعت أن تبعث الأمل والتفاؤل في صفوف المقاتلين والمواطن على حد سوى.كما أن وصول تعزيزات عسكرية تشتمل على أسلحة نوعية لقوات الشرعية والمقاومة إلى جبهات الجوف ومأرب وحجة والبيضاء تعد خطوة مهمة لتعزيز قدرات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية لمواجهة الانقلابيين ولتحقيق الهدف المنشود بالوصول إلى معقل زعماء التمرد في صعدة وصنعاء.
الحكومة الشرعية ومعها التحالف العربي مطالبين اليوم بوقفة تأملية وقراءة متأنية للمشهد اليمني وتقييم العمل الميداني والاستفادة من الأخطاء لتحقيق التقدم المنشود لتحرير كل الأراضي اليمنية من الانقلابيين وإعادة الحياة إلى الجسد اليمني والبدء بعملية البناء والتنمية وإنهاء معاناة الناس.
- بشير عبدالله
Yaljazeera@gmail.com