د.عبدالملك المالكي
عندما يهذي سفها الصغير سناً في حضرة مجلس الكبار ويخرج عن المألوف.. ينهاه كبيره.. بلا.. يا بابا.. عيب، وحينما يتدخل ذات الصغير فيما لا يعنيه من أقوال وأفعال الكبار.. ويخبص.. ينهاه قطعا ذات الكبير «الذي يتحمل وزر تربيته» بلا.. يا بابا كفى.. عيب.. عيب، وعندما يقدم ذات الصغير على فعل يصفه الكبار «بالفاضح» عرفا وشرعا.. يتدخل «الكبار» بكل تأكيد وبقوة ولا يكتفون.. بالقول.. فيعنفوه بما استطاعوا ليصلح تجاوز ذاك.. الصغير السفيه.. حتى وإن بلغ بهم حد «التعنيف».. تأديب خارج دائرة التهذيب.
ذلكم حال الكبار مع سفه الصغير «سناً» كما أسلفت ممن «تجاوز» في القول أو العمل أو بهما معا.. فما بالكم بمن «صَغّرَ» من نفسه بقبح قوله وعمله حتى وإن تجاوز في حقيقة وجوده في الدنيا.. الخمسين عاما.. عدداً.
هناك من «خذله الله» فغدى قبيحا صغيرا بقوله وفعله حتى غدا سفيهاً ومستحقراً من الجميع.. وخصوصاً أنه لم يحترم «شيبته» التي بات يغطيها بالأصباغ من المسمع إلى المسمع.. بل ولا يُقيم وزنا لشعر كث غطى به سوؤت وجهه.. فلا تعلم أهي «ذقن» شيخ متستر باسم «المطوعة»..؟ فيكون حينها لقبه أقرب «راهب» متمسح بخلق هو منه براء.. أم هي رداء أهل «الشقاق والنفاق» الذين لا تسترهم «بلحن القول» لحى العالم أجمع.
لمثل هذا «المتصابي المتطموع» الذي قارب الستين متناسيا قول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في حديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه ((أعذر الله إلى امرئ أخَّر أجله حتى بلَّغه ستين سنة))؛ رواه البخاري. كف يا هذا وكفاك إثما وكذبا أن تمضي بسفه إلى عمر حذرنا الهادي الأمين صلى الله عليه وآله وسلم وأنت بهكذا قبح يشمئز منه كل بات يدعو لك بالهداية والصلاح رأفة بحاله ونفسه المريضة.
كثيرا قالت العرب في حمل من يحقر الناس ويؤذيهم وينتقص من قيمتهم ويجاهر بخبث نفسه المريضة.. إلا أن أبلغ من وصف هكذا حال ما قاله خليل الشبرمي التميمي.. «الآنام احترمها تحترمك الأنام.. وإن حقرت الأوادم ما احترمك آدمي».. فوالله لن تنفعك استديوهات المباشر التي لا حسيب لها ولا رقيب ولن يغفر لك من سعيت لإيذائه أن تصريحا او تلميحا بدعوى «ترونها كورة» ونسي أن إثارة التعصب واستعداء البشر إن نجى من أثره مرة.. فلن تسلم ذات الجرة في غيرها مرة.. وطالما احتقرت البشر فلا تنتظر رد وفعل ملائكة من ذات البشر.
اليوم «تلميحا» ذكرت لعل الله يهديك وتكف عن عبث «المباشر» الذي لن يحميك كما هو عبث «عصفورة تويتر» التي أرتك من نفسها عجبا.. لا نهي في هكذا محاكاة لمن لا يكفي شره ولسانه ويظهر بمظهر المتدين وينسى أن من كان بيته من زجاج سيسهل على أقل الناس شأنا أن يكسر شوكته ويوقفه عند حده.. ناهيك عن الكبار الذين لصبرهم بكل تأكيد آخر.
أخيراً كما ذكرت.. اليوم تلميحات.. وغداً تصريحا.. وبعدها اللي ما يشتري يتفرج.. دع الأهلي وإعلامه وشانه وعليك بنفسك وفريقك الذي تخجل أن تقول له «انت محبوبي» وتمارس التقية جهارا نهارا ولا همك لك.. إلا الأهلي وإعلامه.
إعلامه الذي وإن ربط جأشه لرقي لا يتصنعه.. لكن رده في منابر هي ليست ملكية شخصية لحضرتك سيجعلك تندم على «قلة حياء» لم يردها أو يردع حدودها «تقية» تمارسها وتتوارى بها خلف «ذقن» أشبعتها صبغا ولم تتبْ.. فللصبر حدود يا.. هذا.. وقد أعذر من أنذر.
خُذ عِلم:
- لن يصمت الأقزام حتى تنزل لمستواهم.. وحينها سيلومك الجميع.. إلا «ذاتك» فحتما ستكون راضيا عنها.. طالما تجاوز «السفيه» كل حدود اللباقة والأدب ولا رادع له حتى «أهله» من باب أقله شأنا يقول بالعامية «مال المجنون إلا أهله» وظن أن صمت الكبار على قبح منطوقه وصغر عقله.. ضعفا.
- في إعلام الهلال من نكن لهم كل احترام.. أدب ذوق أخلاق.. وبهم وبكثير من عقلاء وسطنا الرياضي نمضي قدما في تحقيق روية «إعلام 2030م» المتواكبة مع رؤية المملكة العربية السعودية في جل مناحي الحياة 2030م.. ولا يمكن لصوت ناعق أو مستمرء قبح قول وعمل أن ننسف جهد الخيرين لإعلام رياضي شريف يدرك أن كرة القدم والرياضة بمعناها الأجمل والأشمل.. «تنافس شريف» يبني ولا يهدم ابدا.. يضمد الجراح ولا ينكأها.. يسعى للخير ولا يفسد بعنصرية مقيتة بين أبناء الوطن الواحد.!
في الصميم
قيل لحكيم ما أصعب الأشياء؟ قال: معرفة الإنسان عيب نفسه، والإمساك عن الكلام في ما لا يعنيه.