إن ضعف الولاء المجتمعي والوطني والديني يخلق سلوكاً فوضوياً ضارباً بالأنظمة والأخلاق عرض الحائط، ومسيئاً للدين وخادشاً للذوق العام ونازعاً للحياء، مما يرسم صورة مشوهة لاحترام الأنظمة ويزرع التمرد في العقول الباطنة لأطفال صاحب هذا السلوك المشين، ومن أمثلة ذلك الذي يتعمد قطع الإشارة ويتحدث بالمحمول أو يشاهد (اليوتيوب) أو يراسل أثناء القيادة، وذلك الذي يتوقع أن يخدمه الآخرون، فهو يلقي بقايا الأكل في الشارع أو الحديقة؛ حتى لو كان برميل القمامة أمامه، وذلك الذي لا يحترم الوقوف في الطابور، وذلك الذي يسب ويشتم لأتفه الأسباب، وذلك الذي يتدخل فيما لا يعنيه فيسيء إلى غيره، وذلك الذي يتباهى بقيامه بتضليل رجال الأمن ومخالفته النظام بدخول مكة بدون تصريح، وذلك الذي يقوم برشوة مسؤول عن خدمة عامة للحصول على أولوية الخدمة؛ ويتباهى بذلك، وذلك الذي يجاهر بالسخرية من جهود مؤسسات الدولة ومن كل ما هو وطني، وذلك الذي يتعمد إيقاف سيارته في أحد الأماكن التي تسبب ضرراً للآخرين، وذلك الذي يرمي المخلفات أو يبصق في الشارع، وتطول القائمة بنماذج أخرى من الإساءات.
أقول لأولئك إن من الخير لهم التحلّي باللباقة والكياسة وحسن المعاملة واتباع القيم الاجتماعية التي يحثنا عليها ديننا الحنيف، والله الهادي إلى سواء السبيل.