الإغاثة الانسانية الدولية منضوية قانونا بموجب القرار الأممي 1991 وتنضوي تحت هذا القرار أربعة كيانات -هي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومفوضية اللاجئين، واليونيسف، وبرنامح الأغذية العالمي، وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي هو الوكالة المسؤولة عن نشاطات تخفيف آثار الكوارث. ومن مسؤوليات المنسق المقيم للبرنامج على تنسيق عمليات الإغاثة مسؤولية تقديم الغذاء والدواء الضرورية، الا أن الواقع ينطق شاهدا بأن منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، قد استغلت عاطفة الانسان المنجذب بطبيعته للإغاثة ومساعدة المتضررين، فنثرت المنظمة حول نفسها هالة السمعة الانسانية، جعلت كل الشعوب تتعاطف مع مقاصد نشاطها الانساني، وكانت ولازالت الدول التى تتمتع بسعة من القيم والمروءة والمسؤولية، تغدق العطاء لهذه المنظمة بمئات الدولارات من أرزاق شعوبها، وتلك الشعوب ومنها شعب المملكة العربية السعودية يتفاعل مع قيادته، وينزع الى المبادرة بطبعه المطبوع بحب العطاء والعون للمستحق. واليوم وقد فضحت شاحنات الإغاثة الانسانية المظللة « المغطاة» التى فضحها الإعلام الحديث المتصف بنقل الواقع دون تدخل بشري يؤثر برأيه « بكونه مع أو ضد « بنقل الصورة ليشاهدها الناس منقولة كما هي،كالتي نقلت صور شاحنات الإغاثة المرسلة للمحاصرين من النظام السوري، وعصابات المليشيات الايرانية،سواء القادمة من ايران او الجنوب اللبناني، هذه الصورة التي تناقل خبرها الإعلام صوتا وصورة في هذا اليوم الاثنين،المتفق تاريخه 15 رمضان 1437هـ بمصادفة 20 من يونيو2016م.نبهت الناس أن من كانوا يكبرون دورها وإنسانيتها، ويؤثرون مقاصدها الإنسانية على أنفسهم، ويمتدحونها لمقاصدها الانسانية، خُذل سرها بالاتجار بعواطف الناس لكسب المال على حساب حسن ظنهم في تأديتها أمانة ما اؤتمنت عليه من مقاصد إنسانية نبيلة. وجهت نظري المتواضعة، أن المنظمات الأممية مخترقة بمافيا المال والدس الرخيص. فليس ببعيد، بل لم يجف حبر تقرير الأمين العام حول استغلال الطفولة في الحروب -حينما زج بهتانا وزورا بالمملكة ودول التحالف. إعادة النظر في آلية الإغاثة الدولية ضرورة تقتضيها فضيحة الفساد، يمكن أن تكون المنظمة أداة تنسيق بين الدول، ولكن لكل دولة حق طرق نقل وتوزيع مساعداتها بنفسها اومن خلال ما تطمئن وتثق به من المنظمات الإنسانية الخاصة، وكنموذج مثالي حي للمقارنة، بين مركز الملك سلمان للإغاثة الانانية. وبين ما قدمته المملكة لليمن عن طريق برنامج الإغاثة الدولية لليمن، وكله من المملكة، وكله لليمن.ما قدمه مركز الملك سلمان بآلياته الخاصة، وحسب علمي أن المبالغ المقدمة كمساعدة لبرنامج إغاثة اليمن من المملكة أكبر بكثير من المبالغ المنصرفة من قبل المركز. ولكن النتائج تختلف كليا. إغاثة المركز وصلت لمستحقيها، وما كان عن طريق الإغاثة الدولية سلم أكثره للمليشيات تتاجر به في السوق السوداء باليمن نفسها..ولا يمكن تصور ما حدث من إرسال شاحنات إغاثة مقفلة، ويتبين أنها فارغة الا فساد الضمير واليد. ومن هذه صفته وأعماله لا يركن الى ضميره وإنسانيته ولا يستحق الدعم والمساعدة.