د. صالح بن سعد اللحيدان
تصنف اللغة لدى كبار العلماء المؤسسين من مطولات كتب الأصول اللغوية والنحوية تصنف على أنها من علوم العقل، تلك التي يستقبلها العقل وينظرها بكسر الظاء، وأعني بهذا ان اللغة من العلوم الثقيلة التي لاتصلح أن يستقبلها القلب أو تحوطها العاطفة إنما العقل لأنها ذات مسار قوي وثقيل في آن.من أجل ذلك قد يسقط كثير من الذين ألفوا حولها أو فيها ومثل هذا النحو الذي هو يسير جنباً إلى جنب لأنهم إنما يكتبون من خلال الإنشاء والطرح العجول. ولعل الادعاء يحوط هذا وذاك ولهذا لم يصمد خلال القرون المتطاولة إلا قلة من كبار العلماء الذين كتبوا في اللغة وحرروا علم النحو، وإذا كانت اللغة من علوم الآلة فإنها من علوم لايستغنى عنها بحال، ولهذا قد يجزع كثير من اللغوين والنحويين إذا لم يتمكنوا من التجديد الإضافي والنقلة النوعية حيال اللغة والنحو لأنهم في الغالب إنما يكتبون ويحققون في جوانب دون جوانب ناهيك وخلاك ذم انهم يكتبون حال الكتابة في وهج من الاستعراض ليس إلا. وهذا مني إنما من خلال مطالعتي لما تدونه كثير من الصحف والمجلات المحكمة. وليس هذا بضائر أحداً يقع تحت دائرة نقدي لأن الرائد لايكذب قومه وهو مني إنما أردت به نظر اللغة ونظر النحو كعالم الحديث وأحوال الرواة والجرح والتعديل وفقه المستجدات إنما ينظرون إلى أصول المراد للوصول إلى بعث اللغة بعثاً يقبله العقل السليم ولعل شاهدي على هذا أن كثيراً من الذين يتخرجون من الجامعات او يحضرون الدروس العلمية نجدهم قليل البضاعة اثناء الكلام الخاص في المجالس العلمية الخاصة او اللغوية اوفي المجالس العلمية العامة تلك التي تلقى في كثير من المجالس التي أعنيها وخذ على هذا مثلاً بعض النوادي الادبية ولعلي أزيد من الشعر بيتاً ان بعض الذين يحاضرون في الجامعات في مجال اللغة او النحو اوالعلوم الشرعية ان كثيرا منهم يلحن لعله بدون قصد لكن هذا دليل على ما أذهب إليه، ولهذا تنحوكثير من الدول إلى إنشاء الهيئات العلمية والمراكز العلمية واللغوية لضبط اساسيات العلم وفقه النوازل من خلال الاجتماعات الدورية وحتى هذا أجد فيه كما أجد عليه كثيراً من الملاحظات خاصة فقه الآثار والإضافات العلمية غير المسبوقة بحال. ولاشك ان اللغة هي أرض العلم وأساسه التي يسير عليها لأنها تعطي الباحث والمحقق والدارس مالا يستغني عنه، وهذا ولاجرم أمر يلزم منه من كثير من الدول إلى نظر تقارير هذه المراكز وهذه اليئات من أجل أمور خمسة نظرتها حسب تجربتي وقراءتي.
أولا: لقطع تكرار النتائج العلمية.
ثانيا: لقطع الأساليب الإنشائية ومجرد النقل.
ثالثا: لقطع تداخل الآراء والاجتهادات التي لابد من تأصيلها وتقعيدها وإعادتها إلى اصولها.
رابعا: لقطع التقليد مع إمكان الاجتهاد حسب وسائله علما وعقلا وفكرا.
خامسا: لقطع الاستطراد الذي لاحاجه له خاصة في هذا الحين، وقد وقفت وهذا شاهد على ما أقول على من فسر سورة ق وسورة التحريم تفسيرا يصعب علي نقله زمن باب التصحيح فإني أبين معاني الآيات التي لعله يوقف عليها وتكون سبيلا للعلماء والباحثين في أصول مناهج التدريس والنظر والتحقيق.
أولا سورة ق : الآيةمعناها مريج مطرب ، مختلط ، لايثبتون على شيء فروج فتوق، وشقوق واضحة زوج بهيج نوع حسن المنظر وجميل وحب الحصيد حب الزرع الذي يحصد باسقات طوالا شامخه طلع نضيد تمر متراكب بعضه فوق بعض لحسنه الرس
البئر أفعيينا أفعجزنا، وضعفت قدرتنا ؟ حبل الوريد عرق في العنق متصل بالقلب مباشرة رقيب عتيد ملك يرقب قوله ويكتبه، حاضر معد لذلك تحيدتهرب وتروغ قرينهالملك الكاتب الذي يشهد عليه معتدظالم متجاوز الحد مريبشاك في وعد الله ووعيده ما أطغيتهما أضللته وأزلفت قُربت جداً منيبتائب، مقبل على الطاعة
ثانيا سورة التحريم : الآية معناها تحلة أيمانكم أداء كفارة اليمين عند الحلف مولاكم ناصركم ومتولي أموركم بعض أزواجه قيل حفصة رضي الله عنها وأظهره أطلعه عليه بالوحي عرف بعضه أعلم حفصة رضي الله عنها بعض ما أخبرت به صغت قلوبكما مالت إلى محبة ما كرهه الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك من باب الغيرة لا من باب المعاندة سائحات صائمات توبة نصوحا صادقة لا يعود صاحبها إلى الذنب ولا يريد العودة إليه لا يخزي لا يذل ولا يعذب وأغلظ عليهم استعمل الخشونة والشدة في جهادهم فخانتاهمابالكفر والمخالفة في الدين أحصنت حفظت وصانت عن الزنى القانتينالمطيعين لربهم
وهذه مني بعض تفسير الآيات في سورتي ق و التحريم، وهذا كذلك مني خلافاً لما ذهب إليه ياسر الحبيب الإيراني الأصل المجوسي المذهب وخلافاً لما ذهب إليه غيره . وسوف إن شاء الله تعالى أكمل الباقي فيما يأتي من الباقيات التاليات.