طلب الرزق مطلبٌ أساسيٌ في هذه الحياة بل هو فطرة فطر الله الناس عليها، فمنّا من يَجّد في بذل أسباب الرزق ويرزقه الله ومنّا من يفعل ذلك ولا يأتيه الرزق، فقد يتأخر لكن لا ينقطع. فعن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله».
التجارة هي وسيلة طلب الرزق الرئيسية، فالتعريف الدارج لهذه الكلمة هو التبادل الطوعي للبضائع، أو الخدمات، أو كليهما معاً، فكل تجارة ربح وخسارة، فمن الممكن أن يخسر التاجر جل أمواله في النهاية، ويسعى جاهداً لكسبها من جديد.
فكل تجارة من الممكن كسادها، وبالتأكيد يوم لك ويوم عليك، لا ربح دائم ولا خسارة دائمة، فهناك تجارة يستحيل بوارها؟ ألا وهي التجارة مع الله سبحانه وتعالى، كما قال في كتابة الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ} (29) سورة فاطر.
فاعقد الصفقة مع الله سبحانه وتعالى بالتسبيح الدائم والاستغفار وقراءة القرآن وكف اللسان عن سائر ما يغضب الله من غيبة ونميمة وخوض في أعراض الناس مع إصلاح النية وتجديدها في كل حين واجعل مطلبك الدائم فعل كل ذلك لوجه الغفور سبحانه وتعالى، وحتماً سيتهلل وجهك استبشاراً باقتراب الفرج وقلبك بمناجاة الله، من قبل أن ترى الفرج المنشود الذي يبدأ بالإحساس بالسعادة والتفاؤل بأن القادم أجمل.
فإذا قَلَتْ الدنيا من يدك فلا تدع الهم ينتابك بل اعقد صفقة وابدأ بالتجارة مع من لا تخسر التجارة معه ولا الصفقات سبحانه وتعالى، فقط ثق به وابدأ، وستبدأ الوسيلة الرئيسة لطلب الرزق ألا وهي التجارة والربح بالدنيا بإذن الله وستبدأ الأحوال السيئة بالانصلاح وتنفتح الأبواب المغلقة وتغلق الأبواب التي تؤدي إلى الكدر والهم، بفضل الله سبحانه وتعالى.