هذا هو واقع الوفد الحوثي المفاوض في المباحثات التي تقودها دولة الكويت تحت مظلة الأمم المتحدة لكن المفاوضات محلك سر وفق المبدأ العسكري وكلما تقدم المفاوضين خطوة للأمام رجع بهم الانقلابيون خطوتين للخلف.
فوق شينه قوات عينه مثل كويتي بحت بل خليجي ومعناه أننا متحملون شينه وسوؤه وعوره وخرابه ثم فوق هذه وذاك يناحرنا ويتحدانا ويشترط علينا!! وهو ما يقوم به وفد الانقلابيين الحوثيين تماماً، فنحن جئنا بهم ونعرف ما فعلوا وخربوا وهدموا وقتلوا ثم تبدأ عيونهم تظهر علينا ويشترطون شروطًا تعجيزية، صحيح فوق شينهم قوات عينهم!!
ومن المضحك المبكي أننا أشرنا في مقالنا السابق الذي نشر في عزيزة الجزيرة تحت عنوان: (الكويت تفتح قلبها وذراعيها للفرقاء اليمنيين) في يوم الثلاثاء 19 أبريل 2016م، إلى عدم جدية المفاوضين الانقلابيين.
وقلت بالنص الواحد وكأن الله جلى لي ما في قلب الحوثيين:
- من جاءنا يريد تسجيل حضور فقط فلا مكان له بيننا، ومن جاء بأجندات واملاءات خارجية، تحركه الطائفية، والفئوية، فليحتفظ بها لنفسه ونحن نعتذر منه مقدماً.
ووالله إن الحوثيين كذلك، لا ينطقون ببنت شفه حتى يعودوا لأسيادهم!!
وأعانهم الله!!
هل يعودوا لأهل اليمن، وهم كثر، أم إلى أسيادهم في طهران، أم في لبنان، فلا يدرون كيف يحاورون وماذا يقولون.
هل يعقل بالله عليكم أن يأتي وفد هؤلاء الانقلابيين الظلاميين الدمويين ثم يقولون للسيد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بأننا سنتحاور معهم لكننا لن نتكلم في الشأن العسكري والشأن الأمني!!
على من يضحكون هل يريدون أن يحاوروا في الخطة الخمسية لصنعاء أم لمستقبل الصناعة في ظل آلة الحرب.
ما الذي يشغل اليمنيون اليوم التعليم أم الطب أم الصناعة!!
الشأن العسكري والشأن الأمني هو ما جاء بكم أيها القوم!!.
كلما تقدمت المفاوضات سعت إيران وسعيتم لأجل إجهاضها وآخرها ما حدث في معسكر عمران!!
اليمنيون في اليمن في أرض الواقع قالوا للوفد الحكومي بأن ينسحبوا من المفاوضات فهي على الواقع قتل وتشريد وأنتم ترحبون بالوفد الانقلابي أي مناقضات هذه.
أنتم الآن في آخر المطاف خاصة بعد أن حلحل الأمور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح بتدخله رسمياً رغبة منه بدفع دفة هذه المفاوضات والتي كادت أن تفشل لولا الله ثم تدخل الأمير شخصياً.
الكويت شعباً وقيادةً وحكومةً يعلمون أنهم يسعون في إصلاح ذات البين وأجرهم على الله.
ووالله إن هذا العمل يحبه الله ورسوله وليس غريباً على أهلنا في الكويت.
يا أيها الفرقاء من أهلنا في اليمن أنتم إما جئتم للخير والصلح فالله يوفقكم، أو جئتم لحاجة في نفوسكم سيكون عاقبتها عليكم خسرا.
وهذه الأرض التي أنتم تتحاورون عليها عودنا الله أن يخسف بمن يخون بها وشواهد التاريخ أكثر من أن تذكر وسنذكركم بها غدا وان غدا لناظره قريب!!.
أيها المتفاوضون أمامكم الطوفان أمامكم الخراب أمامكم الدمار!!.
المبعوث الأممي ولد الشيخ وصف هذه الفرصة بأنها تاريخية.
أو السلم والسلامة والعافية والتطور والمعافاة، وتأييد إخوانكم العرب والمسلمين ومزيد من المساعدات ومزيد من الاعمار والتطوير إن كنتم على قدر المسؤولية.
في عرفنا حتى تعرفوا إن كنتم عرباً ومسلمين، لو دخل الشيخ صباح الأحمد بجاهه عند قوم يطلبون قوماً بدم!!
لقالوا له بلهجتنا الخليجية: كل شيء تحت الفراش يابو ناصر، واللي جيت فيه بتاخذه ولو هي ذبيحة ماعشتك!!
أين عقولكم، أين حكمتكم ألا تهتمون لمستقبل بلدانكم وشعوبكم أليس فيكم رجل رشيد!!
هكذا تقدير الملوك عند العرب!!
فهل أنتم عرب هل أنتم مسلمون أين {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ} (53) سورة الإسراء!!
فهل تقولونها أنتم اليوم ولسان حالكم يحمد الله على السلم والسلام وأنتم جميعا ترددون قول الشاعر:
من اليوم تعارفنا
ونطوي ما جرى منا
فلا كان ولا صار
ولا قلتم ولا قلنا
وإن كان ولا بد
من العتبى فبالحسنى
فقد قيل لنا عنكم
كما قيل لكم عنا
كفى ما كان من هجر
فقد ذقتم وقد ذقنا
فما أحسن أن نرجع
إلى الوصل كما كنا
بقي أن نسجل شكرنا وتقديرنا للكويت أميراً وحكومةً وشعباً وبرلماناً وخارجيةً وللشيخ صباح الخالد الصباح وزير الخارجبة فقد نجحت الدبلوماسية الكويتية إلى الآن بامتياز ونرفع (عقلنا) لأهلنا الكويتيين على ما يبذلونه من جهد يستحقون عليه كل تقدير وشكر والله يوفقهم لخيري الدنيا والآخرة.
نسأل الله أن يحقن دماء المسلمين وأن يصلح أحوالهم ويردهم للحق ويأطرهم عليه اطراً ويوفق الكويت وأهلها على هذا العمل العظيم.