«الجزيرة» - أحمد السليس:
لم يشهد الموسم السياحي لهذا العام، والذي يبلغ ذروته مع بداية شهر أغسطس المقبل زخماً كما كان يحدث في السابق، بل إن هناك تقارير آتية من دول عدة تؤكد تراجعا في المداخيل السياحية قبل أن ينتهي الموسم، وذلك عائد لأحداث كثيرة مستمرة منذ فترة وبلغت مرحلة غير مسبوقة مع قرب بدء الموسم السياحي ولا زالت، إلى جانب ظهور أحداث جديدة انعكست على السياحة تحديداً كون هذه الأشهر من كل عام وعلى مستوى العالم سياحية بامتياز.
ورغم العروض الكبرى المقدمة من الدول عبر وكلائها في عدد من البلدان لاستقطاب أكبر عدد من السياح إلا أن تلك العروض لم تجد إقبالاً وتفاعلاً بالشكل المعتاد من كل عام.
في حين واجهت بعض تلك العروض التي نجحت في فترة الحجوزات مشاكل لاحقاً نتيجة وقوع أحداث جديدة دفعت بالسياح لإلغاء حجوزاتهم، فيما من سافر منهم ذهب إلى قطع إجازته والعودة للبلاد التي أتى منها لترتيب أوراق سفره مجدداً والبحث عن أماكن أكثر أماناً ومناسبة للسياحة.
«الجزيرة» تستعرض في هذا التقرير عددا من الأحداث التي كانت مؤثرة على مشهد السياحة في البلاد التي وقعت، خصوصاً أن تلك الدول اشتهرت بنجاحها السياحي واللافت وخصوصاً في الصيف.
الحروب والتدمير
لقد خلفت الثورات التي ضربت الدول العربية حروباً استجلبت إرهابيين ومخربيين ومرتزقة من كل دول العالم، ففي سوريا تدور حرب بين نظام طاغٍ لم يرحم شعبه من جهة وبين منظمات إرهابية مختلفة تتصارع فيما بينها على الأرض السورية من جهة أخرى وذلك انعكس سلباً على الجانب السياحي في دول عديدة كانت مشهورة به في فترة الصيف كالأردن ولبنان. كما أن أم الدنيا «مصر» تعرضت لأحداث إرهابية مختلفة كان أبرزها تفجير الطائرة الروسية، ثم تلاها أحداث مختلفة لا زالت تقاومها الإرادة المصرية الصلبة لإعادة هذه الدولة الرائدة سياحياً كما كانت من قبل.
تركيا.. الأكثر ضرراً
تعرضت تركيا والتي كانت معروفة بانتعاشها سياحياً في فترة الصيف هزة عنيفة في موسمها السياحي هذا العام بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت مؤخراً وتسببت في توقف رحلات الطيران إلى جانب إلغاء حجوزات مسبقة لهذا البلد خوفاً من استمرار الأحداث ولعدم معرفة ما ستؤول إليه الأمور لاحقاً، ولم يكن الأمر هنا فقد سبق الانقلاب تفجيرات كان أبرزها ما حدث بمطار اتاتورك والذي وقع فيه عدد كبير من الضحايا، كما أنها في وقت سابق دخلت في صراع سياسي مع الروس انعكس بشكل كبير على الحالة السياحية في البلد.
ولا زالت تركيا لا تعلم مصيرها في هذا الاتجاه وتحاول مقاومة تلك الظروف للخروج بأقل الضرر في الموسم السياحي الحالي.
فرنسا الجريحة
لا يختلف أحد مع أن فرنسا بلد سياحي مميز بطقسه الجميع الجميل ومقوماته الهائلة وحضارته وتعايشة وغير ذلك من الأسباب التي تجعل هذا البلد في مقدمة البلدان الأكثر زيارة من قبل السواح في فترة الصيف. إلا أن فرنسا تعرضت لأحداث إرهابية مروعة وتحديداً الحادث الأخير في مدينة نيس الفرنسية حينما قام أحد الإرهابيين بدهس مجموعة من المحتفلين بالعيد الوطني الفرنسي بأحد شوارع «نيس» وهو ما أوقع عددا من القتلى والجرحى، وهو حادث بدا وكأنه لضرب السياحة الفرنسية تحديداً لا من حيث المكان ولا الزمان. وقد سبق هذا الحادث حدث آخر تمثل في عدد من التفجيرات التي ضربت باريس وأحدثت جرحاً لم يبرأ حتى الآن.
الخروج البريطاني
أيضاً المملكة المتحدة من بين البلدان التي تشهد ازدياداً في عدد الزائرين بغرض السياحة خلال فترة السياحة خصوصاً من الدول الخليجية. وقد تعرضت المملكة المتحدة لحدث من نوع آخر لم يكن دموياً على المستوى البشري ولكنه كذلك على المستوى السياسي والاقتصادي والسياحة جزء لا يتجرأ من الاقتصاد، وتمثل هذا الحدث في الاستفتاء الذي انتهى إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مما جعل التكهنات والشائعات تنتشر من أن السواح قد يتعرضون للمضايقات في ظل الانقسام الذي حدث في البلاد بعد أن انشق البريطانيون لنصفين تقريباً بين مؤيد للخروج من الاتحاد الأوروبي ومعارض. بالإضافة إلى أن الأحداث التي جرت في فرنسا نقلت الخوف إلى السواح في بريطانيا وحتى من يفكرون بالسفر إليها.
السود والبيض في أمريكا
كذلك الولايات المتحدة انتشرت فيها بعض الأحداث المؤثرة وذلك بعد تظاهرات مستمرة في بعض الولايات يقوم بها السود بعد تكرر حالات القتل التي يقوم بها البيض من الشرطة ضد السود، وهو ما دفع أحد السود إلى تنفيذ عملية قتل لأعداد من عناصر الشرطة في دالاس. وقد أوجد ذلك حالة من الذعر والخوف لدى السياح خشيت أن ينتقل لولايات أخرى يتواجدون بها أو ينوون السفر إليها.