خالد الربيعان
إذا تعقدت الأمور في عملك التجاري هل تعلم ماذا عليك أن تفعل؟، اتجه لكرة القدم!، هذه الجملة أصبحت قاعدة الآن، كرة القدم أصبحت من بوابة التسويق الرياضي أكبر سوق تجاري حالياً!، إذاً... لم تقتنع بعد؟ إذن سأحكي لك قصة كوكاكولا!
كوكاكولا ومقرها أمريكا أصلاً كانت دواء! دواء اسمه كوكاكولا فعلاً! وكان مكتوب عليها « لعلاج التشنجات المعوية والمغص»!، حتى عام 1903 كانت تحتوى على مخدر الكوكايين! باع مخترعها الدكتور «بامبيرتون» خلطتها لشركة مرطبات.. هذه الشركة غزت العالم الآن وكلكم تعرفون كيف.. انظروا لأي ثلاجة في أي سوبرماركت!
طبعاً دولة مثل كوبا وهي تبعد 90 ميلا فقط عن أمريكا كانت محتلة من هذا المشروب!، وتغلبت الكوكاكولا في كوبا على كل المرطبات الوطنية ومشروب الليمونادة الشهير هناك، كانت كالإدمان! حتى أتى جيفارا!
الثورة الكوبية أتت في الخمسينيات وقامت بالإطاحة بكوكاكولا من كوبا واستولت الدولة على مصانعها، وجيفارا الرائع شغل منصب وزير الصناعة وأتى بحل عبقري لهزيمة كوكاكولا رمز أمريكا.. وقام بتصنيع مشروب محلي انتشر للغاية رغم أن مذاقه كان في منتهى السوء لدرجة أن جيفارا قال مرة في التليفزيون الوطني أن «طعمه كالصراصير»!
انهزمت كوكاكولا ولم تدخل كوبا مرة أخرى إلا من خلال «كرة القدم والتسويق الرياضي»!، قامت بالدخول في شراكة.. ليست رعاية... بل شراكة مع الفيفا جمهورية كرة القدم.. هل تعلمون لماذا؟ لأن كرة القدم تستطيع دخول أي بلد، وكرة القدم لا تعرف السياسة! حركة دنيئة.. لكن عبقرية بالتأكيد!
وقعت عقدا رسميا مع الفيفا سنة 76، عن طريق أحد أشهر رجال التسويق الرياضي «باتريك نالي» وقال عن هذا التعاقد «نحن نأتي بالأموال والدعاية والإعلانات، نحن نربح، والاتحادات تربح، والشركات تربح!»، قامت كوكاكولا برعاية مونديال الشباب في تونس 78 كأول رعاية لكأس العالم!
ومن وقتها أصبحت كوكاكولا بفضل كرة القدم من أكبر الكيانات التجارية في العالم، وقيمتها 180 مليار دولار!، ومبيعاتها 46 مليارا، وهي تعمل كل عام حملات تسويقية باستخدام نجوم الكرة عبر العالم، ونظرة بسيطة سنجد أن كل منتجات «كوكاكولا» تتمسح بكرة القدم، وكل بطولة وأي دوري في العالم ستجد اسمها في مكان ما وفي إعلان ما!
في نهاية الأمر كوكا كولا هزمت جيفارا.. وإعلاناتها في كل مكان هناك.. في كوبا!
بيبسي
لم تعلموا أين وصل الأمر: هي الآن تتعاقد مع اللاعبين الكبار والنجوم في شراكة وعقود وإعلانات ومنهم الأسطورة رونالدينهو، في المؤتمر الصحفي لانتقاله لأتليتكو مينيرو البرازيلي لمح مندوب كوكاكولا علبة «بيبسي» المنافسة أمام رونالدينهو.. هل تعلمون ماذا حدث، مدير التسويق بكوكاكولا ظهر وقال: « إنها القشة التي قصمت ظهر البعير! «.. فسخوا عقدهم مع رونالدينهو.. وخسروه 760 ألف دولار!