علي الصحن
وكلاء اللاعبين ليسوا مجرد وسيط باحث عن العقد الأفضل والمقابل المالي الأعلى لموكله، بل تتعدى مهامهم ذلك بكثير، وقلت سابقاً إن وكلاء اللاعبين للأسف لا يمارسون أدوارهم مع موكليهم كما يجب، في الغالب لا يتجاوز ما يقومون به التفاوض مع الأندية بشأن موكليه أو عرض اللاعبين المتوافرين لديه عليها، وعند الاتفاق وتوقيع العقد والحصول على النسبة ينتهي دور الوكيل، فلا يتابع اللاعب ولا يتعرف على مشاكله ولا على أسباب تراجع مستواه، وربما لا يكون على تواصل معه حتى بدء مرحلة تفاوض وعقد جديد.
لقد تحول بعض الوكلاء إلى مجرد حصالة يبحث عن المال فقط، ويعتقد أن دوره يتوقف عند ذلك، دون النظر إلى المصالح المشتركة بينه وبين الأندية واللاعبين، ودون النظر إلى الصالح العام للرياضة وما يسهم في تطورها وارتقاء مستواها ووصولها إلى درجة عالية من الاحترافية داخل الملعب وخارجه.
إن من حق الوكيل أن يبحث عن المال، لكن يجب ألا يكون ذلك على حسب المصداقية، وعلى حساب الأندية التي يتعامل معها، وممارسة أساليب بعيدة عن الاحترافية، بل هي أقرب إلى الانتهازية واستغلال حاجات الأندية وربما ضيق الوقت أو الخيارات المتاحة أمامها، وفي الفترة الأخيرة أدركت بعض الأندية بعض مساوئ الوكلاء، وعرفت بعض أساليبهم في التفاوض، فأصبحت تحاول قضاء حوائجها عن طريق وكلاء آخرين، أو مكاشفة الوكلاء بما يقومون به من استغلال، وعندما يسقط في يد الوكيل فإنه يبحث عن مبررات غير معقولة للتملص من شروطه وأن الأمر ليس بيده وحده!!
عندما يقوم أحد الوكلاء بالضغط على لاعب من أجل رفع قيمة عقده، مع أن اللاعب نفسه يدرك أنه مازال في خطواته الأولى وأنه يبحث عن عقد يناسب مرحلته الحالية، فما مبرر الوكيل لذلك؟؟ ولماذا لا يكون حريصاً على مستقبل اللاعب فيبحث عن عقد يتناسب وقيمته السوقية، بدلاً من رفع القيمة بما يسهم في صدود الأندية عنه، أو انتظار فرصة مناسبة للظفر بتوقيعه بشكل قد تتضرر من أطراف أخرى؟؟
وعندما يقوم أحد الوكلاء بالضغط على أصدقائه في الإعلام الرياضي من أجل الإشادة بما يقدمه لاعب يدير أعماله من أجل ذر الرماد في عيون البعض، ومحاولة الرد على من يرون تدني مستوى اللاعب فهل هذا من الاحترافية، أم هو من باب تزوير الحقائق وخداع الناس.. رغم أن كل شيء مكشوف ولا يمكن أن يمر بسهولة!!
وعندما يقوم وكيل بعرض مدرب أو لاعب ما بسعر مرتفع على أحد الأندية بحجة أن هذه مطالبهم، ويفاجئ النادي عندما يفتح خطاً مباشراً معهم، أنهم لم يطلبوا نصف ما طلبه الوكيل، الذي لا يريد الاكتفاء بنسبته بالصفقة، بل يريد الحصول على شيء من قيمة الصفقة، فهل هذا من الأمانة والمصداقية والاحترافية في شيء؟؟ أم هو من باب أكل أموال الناس بالباطل بمبررات مختلفة؟؟
وعندما يتهرب الوكيل من المواجهة عند انخفاض مستوى اللاعب، أو حصول ما يخل بالعقد منه، ويحاول تبرير ذلك بطرق مختلفة، دون محاولة منه للجلوس مع موكله وشرح التزاماته وبيان الواجبات المترتبة عليه، فهل هذا من المهنية في شيء؟
يقول أحد العاملين في الأندية انه لم يعد حريصاً على التعامل مع وكلاء اللاعبين، وأنه يحاول أن يفتح خطوطاً مباشرة مع اللاعبين والمدربين إن أمكن ذلك، أو البحث عن وكلاء أجانب، ويضيف أنه فوجئ أن معظم الوكلاء هنا يفكر في حصته ونسبته قبل أن يفكر في اللاعب وفي النادي الذي يفاوضه، وأنه فوجئ أن معظم الوكلاء من طينة واحدة وأن هدفهم واحد، رغم أنه ظن فيما سبق أن بعضهم عكس ذلك، غير أن التعامل المباشر كشف له كل شيء!!
هنا أعتقد أن على الأندية - كل الأندية - أن تتنبه لحركات بعض الوكلاء، وأن تسعى للتأثير على لاعبيها بطريقة مباشرة وغير مباشرة عند اختيارهم لوكلائهم، وأن تضع أجندة وأطر واضحة لأسلوب تفاهمها معهم، خاصة من يظهرون حرصهم على النادي ويدعون محبته، ويؤكدون أن مصالح النادي هي الأولى عندهم، بينما هم في الواقع عكس ذلك، وأن لا مصلحة النادي ولا مستقبله تهمهم، وكل ما يهمهم هو مد جسور المصالح والعلاقات داخل النادي، والحصول على أعلى نسبة من كعكة صفقاته وتعاقداته وإيراداته.. وليذهب النادي وتاريخه وبطولاته في خبر كان كما يقولون!!
مراحل.. مراحل
- فترة التسجيل المقبلة ستكشف قدرة اتحاد الكرة على مواجهة الأندية من عدم ذلك، وهل تستطيع تسجيل لاعبين جدد أو لا!!
- هل تمر فضيحة منح ناديي النصر والأهلي الرخصة الآسيوية التي عوقب اتحاد الكرة بسببها مرور الكرام، دون محاسبة المتسبب.؟؟ للأسف الصورة تبدو كذلك حتى الآن..!!
- وضعوه مسؤولاً عن التطوير وهو من عجز عن تطوير نفسه ووقف عند نقطة فشل في تجاوزها.
- كل من فشل في حمل الصافرة وغادر غير مأسوف عليه بإمكانه الحصول على منصب في لجنة العلاقات والصداقات والبعيدة تماماً عن الكفاءات والقدرات!!
- حكام أجانب لمباراة السوبر.. وهل يحتمل الأمر أصلاً غير ذلك؟؟
- عندما يريدون التعاقد مع لاعب، ولكي يقنعوا جماهيرهم به يمررون أن الهلال حاول التعاقد مع اللاعب ولم ينجح!!
- ومازال اتحاد الكرة عاجزاً عن اتخاذ قرار بشأن ما يُسمى التلاعب بالنتائج في دوري الدرجة الأولى، رغم ما سيترتب عليه من ناحية استعدادات الأندية المعنية وتعاقداتها.