سامى اليوسف
أطلق مشجعو النادي الأهلي على أنفسهم لقب « المجانين «، وارتضوه وصفاً لحالة عشقهم وهيامهم بـ «الراقي»، وهو أحد ألقاب الأهلي الوفيرة .. العديدة، ولي تحفُّظ شخصي على هذا اللقب لأنني أزعم أن الجنون لا يقترن والرقي ، وشتّان بين اللقبين، أو الوصفين.
أعود للأهلي وأكتب: أحترم هذا النادي ورموزه، وتاريخه، وجمهوره، وإعلامييه، فهو من مؤسسي مجلس الأربعة الكبار في تاريخ وجغرافيا الكرة السعودية، قبل أن يتحول الشكل الهندسي لهذا المجلس إلى الخماسي مع ازدهار نادي الشباب كروياً أحد أعرق وأقدم الأندية السعودية، مع تدشين بطولاته المتتالية في المربع الذهبي إبان عهد رئيسه «الذهبي» الأمير خالد بن سعد، وتميز فترة رئيسه «الألماسي» خالد البلطان بألقاب وإنجازات تؤكد أحقية «الليث» بعضوية كبار الكرة السعودية.
المتتبع للخطاب الإعلامي الرسمي الصادر من «القلعة» يلحظ دون أدنى شك، ومنذ حادثة الرايات السوداء، وحتى بيان «السوبر» الأخير، أنه يحمل في مضامينه جملة من العقد تجاه المجتمع الرياضي، المؤامرة والارتياب «البارانويا» والمظلومية، فالخطاب يحاول جاهدًا ترسيخ هذه العقد في أذهان جمهوره، وفي العقل الباطن لمشجعه، وأعتقد أنّ هذه اللغة قد تدخل في مجموعة عوامل ابتعاد «الإمبراطور» عن لقب الدوري السعودي طيلة 32 عاماً الماضية.
إنّ استنساخ مثل هذه اللغة، وتكرارها على مدى الزمان لإيهام الأنصار، والجمهور، والمتلقي بصحتها في محاولة لترسيخها أمر لا يليق بشخصية، وتاريخ نادٍ عريق، وكبير مثل الأهلي، بل إنه مدعاة في رأيي إلى «تقزيم» وتصغير لهذا النادي المتميز في ألعابه المختلفة، وألقابه، وجماهيريته.
لعب دور المظلوم في كل مرة أمر ممل، وادعاء «المظلومية» ونثر بذور الارتياب في المحيط مثير للشفقة، ولا يحافظ على هيبة الكبير وتاريخه، والشخصية «البارانوية» هي شخصية تبرع في خداع الآخرين ، وتتميز بالعناد، وترفض الانتقاد ، وتخطئ في تفسير الأحداث التي يمر بها أقرانها وينجحون في تجاوزها لكن بسبب هذيانها تخترع قصص وهمية تشير فيها إلى أنها الوحيدة التي تعاني إيذاء المجتمع وتربص أفراده بها!.
فهل يتوقع من يستنسخ لغة البيانات الأهلاوية أننا سنصدقه في كل مرة يمارس فيها إسقاطه، أو ارتيابه، أو حتى خداعه ؟، طبعاً لا، ولكن نذكِّره بأنّ الزمن تبدّل، وحيل الماضي لم تَعُد تنطلي على المتلقي الفطن الذي يعيش ويتعايش مع ثورة الإعلام الجديد.
وننصحه بأن يغير الصياغة، ويعمد إلى المنطقية والواقعية، ببساطة « لا تجلد ذاتك .. ولا تخدعنا «، تصرف كالكبار الذين يحترمون تاريخهم، وحاضرهم، وخصومهم، وتعامل مع جمهور ناديك بشفافية، ولا تتنصّل من وعودك ، فالماضي القريب يدينك .. لم تلتزم بأقوالك، ولم تترجم شعاراتك .. افتح النافذة التي تغلقها كي لا تسمع الآخر حتى تتطور، وتخرج من عباءة «المظلومية»، فالأهلي وُلد كبيرًا، وسيبقى كذلك .
أخيـرًا ،،،
أتقدم بجزيل الشكر والامتنان والتقدير والعرفان لكل من قدم لنا العزاء والمواساة الصادقة في وفاة العم العزيز « سلطان اليوسف» رحمه الله، سواء هاتفياً ، أو حضورياً ، وحتى عبر وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي .. نسأل الله تعالى أن يتغمّد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته إنه سبحانه وتعالى وليُّ ذلك والقادر عليه .