برلين - د.ب.أ:
بعض الأشخاص يتمتعون بالمرونة والصلابة. فيمكنهم التعامل مع التغييرات في العمل والحياة والتصدي جيدًا للضغوط. وبكلمة واحدة هم متماسكون. ويوضح كلاوس فروليش جيلدهوف وهو استاذ يركز بحثه على التماسك «وهذا يشير إلى قدرة عامة على التغلب على الأزمات خاصة الضغوط والمواقف الحياتية الصعبة». تقول المدربة إللا جابريلا أمان»في أيامنا هذه تعد القدرة على التماسك مهمة اليوم للغاية بالنسبة لعملنا نظرًا لأننا نحتاج باستمرار إلى التعامل مع مواقف جديدة». وتقول خبيرة الإدارة ميريام بريس وهي أيضًا طبيبة «الأفراد الذين لديهم القدرة على التماسك يمكنهم إتقان عمليات التغيير... فهم يرون ثمة فرصة من أجل التغيير في كل أزمة (تحدث لهم)». وتوضح بريس أنه حتى عندما يفشلون لا تكون نهاية العالم؛ وهم في المواقف السلبية لا يتركون أنفسهم نهبًا لمشاعرهم ولكن يتعلمون مما حدث ويواصلون الحياة. أما الأشخاص الذين يفتقرون للقدرة على التماسك يغوصون في مشكلاتهم ويستنفدون قواهم خلال هذه العملية.
وفي سياق خفض العاملين وزيادة إنتاجية العمل، تسمح القدرة على التماسك بالتعامل مع المطالب وضغوط حياة العمل، بحسب فروليش جيلدهوف. وبالتالي من المهم تعزيز قدرتنا على مواجهة الضغط العاطفي. لكن لماذا يوجد أشخاص لديهم قدرة شديدة على التماسك وآخرون يفتقرون لهذه القدرة؟ ويقول فروليش جيلدهوف إن الأساس لهذا يتكون خلال مراحل طفولتهم المبكرة. إن القدرة على التماسك تتحقق عن طريق معايشة علاقة مستقرة ومتسمة بالدعم. ويقول فروليش جيلدهوف أن هناك أيضًا عوامل شخصية فيما يتعلق بالقدرة على التماسك. وهذه تشمل التصور النزيه للنفس وللآخرين وقدرة معقولة على التحكم في الذات، إلى جانب القدرة على التعامل مع المشاعر بينما تطفو والمهارات الاجتماعية ومهارات حل المشكلات والثقة في كفاءة المرء ومهارات المواجهة. ومن أجل تعزيز القدرة على التماسك، توصي بريس بالتدريب على 5 أشياء: كن مهتمًا بكل شيء، ومتعاطفًا مع الآخرين (ورفيقا بنفسك أيضًا) وحافظ على المساواة فلا تكن متغطرسًا ولا خنوعًا، وثمن فضائل الآخرين وأظهر احترامك لهم. ومن الممكن التدريب على كل هذه العناصر ولكن من الأفضل العمل على كل عنصر حدة. ويوصي فروليش جيلدهوف بالتدريب على مهارة اليقظة واليوجا التي تساعد الممارسين على التركيز على أنفسهم.