د. خيرية السقاف
كيف يمكن الثقة في الكثير من منجزات بعض «كبار» رجال الأعمال, ومتنفذي البلديات, وأمانات المدن السابقين بعدما كشف الأمر عن الشوارع المستلبة, لسنوات طويلة, وعن الواضعين أيديهم عليها يمارسون حياتهم, ونجاحاتهم بانسيابية تامة, بعد أن ضموها لأراضيهم, بنوا عليها, ثم ناموا، واستيقظوا, وأكلوا, واستطاب لهم العيش..؟
وأولئك الشبيهين لهم في مواقع أخرى, وبأشكال أخرى من السطو ما ظهر منها وما خُفي, وما في سبيله للظهور؟..
ومعهم الساكتين عنهم إما لمصلحة ما, أو لأسوأ الغفلات التي ليست في مسوغات المسؤولية,
كيف تطيب الثقة, ولا ينبت الشك, ولا تتقافز الأسئلة تترى عند العبور بالأسوار الشاسعة, والمنجزات البيِّنة..؟!
لكن, هل مما يعقل أن تخفى حقائق الاعتداءات لحقب من السنوات يتعاقب عليها أكثر من أمين مدينة, ومسؤول تنفيذ, ورقابة,..؟!
فلم يحدث أن اتخذت من قِـبَـلهم إجراءات عاجلة, وسريعة ساعة وضعت يد على شارع, أو امتد بناء على مساحة لغير صاحبه, أو أنشئ سوق في غير ممتلكات تاجره, أو سواها مما نشر عنه, وعلم الجميع أنه قد تم السكوت عنه لسنوات وسنوات ..؟!
أليست هذه القصص مأساوية للغاية, خارجة عما يعرفه النزهاء, ويألفونه, وتقره قوانين الحقوق..؟
أتخيل حال الشوارع، والمرافق المختطفة, كالسجناء غير المُنصَفين وهم يصرخون خلف الأسوار يسمعهم سجَّانوهم, فيسألونهم الخلود للنوم, والهدوء التام..,
ومن ثم مضت السنون وهذه المرافق في سبات الحقيقة صامتة, بل اندمجت حتى توارت الحقيقة عنها..
فهل كان هكذا حال من استلبها ومن أعانه, من سجنها ومن تغافل عنه..؟!
ربما ستكشف الإجراءات التالية عن مبررات تجعلنا إما أن نتراجع عن الأسئلة,
أو أن نكوِّن الإجابات محضَ انبلاج الشوارع لوضح النور محررة من الأسوار،
مثل أن تكون هناك قصة أخرى, وأخرى داخل قصة,
والنهايات مفتوحة..!!
فما ستروي لنا الأيام من مزيد قصص مأساوية كالذي روته قبل يومين عمن اقتات أربعة عشر مليوناً من النقد ريالاً يلي الآخر, في مقابل حفنات من التراب..؟
وتلك التي تكشف عنها «نزاهة» في كل مرة تجز فيها نياطاً في قلب الثقة العامة بين الناس؟!
و.......
ترى ما الذي يعني الإنسان من التراب فوق الأرض, إن كان سيحتويه تحتها يوماً ما..؟!