سعد بن عبدالقادر القويعي
على خلفية أكبر تجمع للمقاومة الإيرانية في باريس، فقد فرضت الفعالية التي عقدت بحضور شخصيات، ووفود من مختلف دول العالم، والجاليات الإيرانية لدعم المقاومة الإيرانية بزعامة - السيدة - مريم رجوي تنسيقاً عربياً؛ لمواجهة التحدي الإيراني، على أن ينطلق العمل في اتجاه التعامل العربي مع السياسة الإيرانية في ظل حكم الولي الفقيه، والقائم على أساس العامل الأيديولوجي للحكم في إيران، الذي بني على الدفاع عن القيم الإسلامية زورا ضد قوى الاستكبار العالمي، وإبراز الدور السلبي لإيران، وانتهاكاتها للقوانين، والأعراف الدولية. وخلاف ذلك يعتبر عدم فهم لما يجري في الواقع العربي، وتواطؤ مع المشروع الإيراني لأسباب مختلفة؛ فالتهديد الإيراني ماثل أمام الأعين.
السعي إلى اختراق المجتمع الإيراني ثقافياً، والسعي - أيضا - إلى تحرير العقل الإيراني، بل وإعادة الوعي إلى العقل الإيراني الرازح تحت سلطة سياسية توسعية، وسلطة دينية طائفية عنصرية، أمور في غاية الأهمية؛ وحتى تكتمل الجهود الخارجية، وتتوج، ولا تضيع؛ فيجب إدانة استمرار دعم إيران للإرهاب، وإدانة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وأن تكون إيران في موضع المساءلة، والإدانة؛ ردًا على تدخلاتها العدوانية.
وبنفس القدر من الأهمية، فإن وجود منظومة إعلامية متكاملة، ذات خطط استراتيجية مطلب مهم، إذ يلعب الإعلام دوراً شديد المحورية، والفاعلية في تسليط الضوء على الأوضاع الداخلية في إيران، وذلك بمساعدة تلك الجماعات، والقوى غير الرسمية، - وأيضاً - على أنشطة، وتحركات إيران الإقليمية المناوئة لمصالح، واستقرار الدول العربية. ولا جدال في أن الإعلام العربي يعاني مشكلة حقيقية، ليس - فقط - تجاه إيران؛ ولكن بشكل عام، - فباستثناءات قليلة - الإعلام العربي عاجز عن مجاراة وسائل الإعلام الاحترافية - سواء - الإيرانية، أو الأجنبية، كما يعبر عنه - الكاتب - سامح راشد.
يمكن اعتبار اللحظة الراهنة مواتية لبناء موقف أكثر حدة تجاه تدخّلات إيران في الخليج، والعمل على تفكيك، وعرقلة جهودها لنشر الفوضى، وعدم الاستقرار في المنطقة. ثم إن الدلائل على مضي دول المنطقة قدما حول عزل إيران عربيا، وبدء دراسة هذا الخيار، وتفعيله، والتلويح به تجاه طهران، قد باتت تتضح ملامحه، - خصوصا - بعد زيادة معاناتها في محيطها المجاور، والمساس بمصالحها التجارية، وردعها، وإجبارها على لزوم حدودها، والأعراف السياسية.