«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
الأسواق الشعبية في الأحساء أثبتت وجودها الدائم على مر الأيام؛ حيث إنها تحمل مسميات أيام الأسبوع ومنذ القدم وتشكل هذه الأسواق والتي تقام في مختلف مدن وبلدات الأحساء مجالاً رحباً للتجارة وفرصة كبيرة للمواطنين والمقيمين للتردد عليها والتسوق منها؛ نظرا لمناسبة أسعارها.
في هذه (الاطلالة) لن نتحدث عن هذه الأسواق بصورة عامة لكننا سوف نتحدث بصفة خاصة على تجارة هامة تجد حضورها في هذه الاسواق بحكم كون الأحساء من أشهر المناطق الزراعية فهي من أكثر مناطق المملكة اهتماما بكل ما له علاقة بالزراعة وما يحتاجه المزارعون وأصحاب المزارع والبساتين من مواد يحتاجونها لهذه المزارع، وتلك البساتين والتي من اهمها البذور والأسمدة والأدوات الزراعية المختلفة إضافة إلى مختلف أنواع الأشجار والفسائل. وتحتل تجارة بيع أشجار الفاكهة والحمضيات وحتى أشجار الزينة من ورود وزهور مكانا في هذه الأسواق.
وفي جولة لمحرر (الجزيرة) في هذه الأسواق وبالتحديد أسواق الأشجار شاهدنا كم هو الإقبال كبيراً على شراء الأشجار من قبل المواطنين من الأحساء وحتى من المدن والهجر والمراكز المجاورة لها.. وكما يقول أحد الباعة أبو محمد: إن السنوات الاخيرة تضاعف إقبال المواطنين على شراء الأشجار مع التوسع الكبير في الزراعة وحتى مع النشاط العمراني وتعمير وبناء البيوت، حيث يحرص البعض على وجود بعض الاشجار في قصورهم وبيوتهم من نخيل وفاكهة وحمضيات داخل بيوتهم، ويضيف: لذلك ازدهرت تجارة بيع الاشجار على أنواعها في الأسواق الشعبية والحمد لله ما شجع العديد من أصحاب المزارع والنخيل إلى توريد بعض الفسائل والأشجار إلى الأسواق لتوفير احتياجات وطلبات المواطنين.. ومع الأيام أصبحت هذه الأسواق بمثابة سوق هام لعقد صفقات البيع والشراء، حتى أن بعض أبناء الخليج وعلى الأخص من قطر والكويت يترددون في بعض أيام الأسواق وعلى الأخص يومي الخميس والأربعاء لشراء ما يحتاجونه من أشجار..
وقال عن كيفية حصول باعة الأشجار على معروضاتهم أجاب مشكوراً. هناك مجموعة من المزارعين وحتى اصحاب المشاتل الخاصة يقومون بإحضارها الينا مبكرا بعد التنسيق معهم وتحديد طلباتنا واحتياجات السوق وما يرغب فيه المواطنون وحتى باعة الاشجار من المدن الاخرى. ونحن عادة نشتري بسعر الجملة ونحصل على هامش ربح معقول.؟!
وعن أكثر الأشجار اقبالا.؟ قال فسائل النخيل كالخلاص والهلالي والغر والحمضيات من ليمون وترنج والفاكهة خصوصا التين والرمان. والمتجول في أسواق الأشجار المعروضة مباشرة يشاهد تلك الحركة النشطة من قبل المتسوقين والباعة وحتى الفتية الذين يقومون بحمل ما يشتريه المواطنون من أشجار لإيصالها إلى مركباتهم وسياراتهم. وكلما اقتربت من الاشجار المباعة تصل اليك روائحها المميزة والتي يعرف بعضها من رائحته مثل الليمون أو الترنج أو حتى أشجار الورد.. وهكذا تتربع الأشجار على اختلاف أنواعها في أسواق الأحساء الشعبية وهي تنتظر قدوم أصحابها الجدد الذين سوف يحملونها إلى قصورهم وبيوتهم أو حتى إلى مزارعهم ونخيلهم في حركة حياتية جديدة تتجدد كتجدد الحياة نفسها لتحمل لنا الخير والغذاء والجمال. الذي يسهم في جمال مناطقنا ومدننا لتتكامل العملية الغذائية والجمالية في آن واحد.؟!