فهد بن جليد
يبدو أن (ثلاث وجبات) في اليوم -ما تجمّل- على الطريقة المهايطية، ولم تعد تكفي الحاجة عند الكثيرين؛ بدليل ازدحام المطاعم حتى ما بين الوجبات الرئيسة، علاقتنا بالمطاعم (غريبة) وغير مفهومة؟ تختلف في أسرارها عن بقية الشعوب!
نحن لا نذهب للمطعم من أجل تناول الطعام، أو عند شعورنا بالجوع، المطعم أو المقهى بالنسبة للكثيرين منا، تحول لجزء من (ثقافة ترفيهية) خاطئة، دخلت علينا من طريقين؛ الأول هو اعتقادنا بأن توفير مكان مُخصص لألعاب الأطفال في قسم العائلات تميز، حتى أن العائلات الخليجية متهمة بالتأثير على بعض المطاعم الأوروبية في الصيف، عندما خالفت هذه المطاعم ثقافتها وتصاريحها، وبدأت بتخصيص زوايا لترفيه (أطفال السياح)، أو توفير (جليِّسة أو مُهرجة) لتسليتهم.. رغم أن المطاعم العالمية ترفض هذا النوع من الخدمات الذي يخالف فكرتها التي تقتصر على (تقديم الطعام) فقط، على اعتبار أن الترفيه ليس من أنشطتها!
الطريق الثاني هو تأثير بعض (المطاعم السياحية) في الدول العربية على ثقافتنا عندما يعود سياحنا مع كل صيف، بتقمصها دور المطعم الترفيهي وتحويل عزف (البيانو، أو الكمان) من أجل خلق (أجواء رومانسية)، إلى الاستعانة (بفرقة حسب الله) على طريقة (الهز وأكل الوز)، وهو ما ربط ظلماً وبهتاناً بين الأكل والترفيه!
نعود لعلاقة مجتمعنا بالمطاعم التي نذهب إليها عند الفرح، وفي أوقات الإجازات، كما نطلب أكلنا من المطاعم في اللحظات الرومانسية على -أقل تقدير- إن لم نذهب إليها، والغريب أننا نجد مُبررات للذهاب للمطاعم في حال الانشغال (بالاختبارات) ونحوها، أو أي ظرف عائلي آخر، وحتى عند حدوث مشاكل عائلية، أو نطلب منها، أليست تلك علاقة (مشوهة) تستحق الدراسة والتمعن!
من أصعب التجارب أن تحاول إقناع الناس بأن الأكل في المطاعم لا علاقة له (بالترفيه)، وإلا أصبحنا أكثر شعوب الأرض ترفيهاً، نتجية كثرة المطاعم في شوارعنا!
وعلى دروب الخير نلتقي.