د. محمد عبدالله الخازم
أقترح عضو مجلس شورى أخذ رسوم على الزبالة اليومية، وثار أفراد المجتمع على ذلك وخصوصاً أنه أتى بعد مقترح لنفس العضو برفع سعر الخبز. لا أعرف السياق والتفاصيل لمقترح عضو الشورى، ففي خضم الإثارة والاستنكار لم نطلع على تفاصيل المقترح. للأسف قنوات التواصل الاجتماعي وصحافة الإثارة أصبحت ترعب كل من يطرح فكرة مختلفة. ويصور دور الشورى - بشكل عاطفي - وكأنه مجرد مسؤول عن تدليل المواطن وليس وضع التشريعات التي تخدم الوطن والمواطن بصفة عامة...!
بالتأكيد؛ إضافة أية أعباء أو رسوم في الوقت الراهن تعتبر مزعجة، ويجب تفهم الضغوطات التي يلمسها المواطن وتزيد من حجم الأعباء المادية عليه. لكنني سأخذ الموضوع من جانبه البيئي والتنظيمي الإجتماعي، وأرى أننا بحاجة إلى مزيد من التشريعات والتنظيمات في مجال التعامل مع الزبالة اليومية، وتحديداً اقترح الآتي:-
1. ضرورة تنظيم الزبالة إلى أنواع؛ الورق، بقايا الطعام، والبلاستيك والمواد الصلبة الأخرى. ولكي تتم الخطوة دون أعباء مادية كبرى، فليصبح جمع كل نوع من هذه الأنواع مرة أو مرتين في الأسبوع، على أقصى تقدير. هنا يجب أن يتحمل المواطن والمقيم فرز الزبالة إلى النوع المناسب وإخراجها في الوقت المناسب أمام بيته، إذا عرف المواعيد التي سيتم جمعها فيها. مثل هذا الأمر قد يسهم في إيجاد شركات متخصصة وفق نوع الزبالة، و يسهم في الاستفادة من بعض أنواع الزبالة بإعادة التدوير أو التصنيع أو لإنتاج مواد أخرى، كما يسهم في الترشيد المتعلق بالأمر.
2. البدء في فرض رسوم على الزبالة تطبق على القطاع التجاري؛ المطاعم والمحلات التجارية والمؤسسات الكبرى والأسواق بما يتناسب مع جحمها وعدد أيام جمعها في الأسبوع. هذا الأمر قد يخلق سوق شركات أهلية تتولى التعاقد مع القطاع التجاري، وقد تصبح مهمة الأمانة إصدار تصاريح تلك الشركات وتنظيم عملها...
3. الاستفادة من تطبيق الرسوم في تمويل مشروع تدوير النفايات (مشروع مستقل بمداخيله ومصروفاته) التي تبدأ من فرزها - المقترح الأول- وتحويلها إلى منتج يمكن بيعه لجهات التصنيع أو حتى الإستثمار في تصنيعه وما يتبع ذلك من فوائد جمة ليس المجال التوسع في سردها وتفصيلها. بمعنى آخر، يمكن للبلديات إيجاد برنامج بيئي، إصحاحي، استثماري ضخم لجمع وفرز والاستفادة من النفايات.
لست أنظر للجانب المادي هنا بغرض الجباية أو التضييق على الناس، بقدر ماهو مفتاح لتنفيذ رؤية حضارية للحفاظ على البيئة وتنظيم السلوكيات و الممارسات الاجتماعية السيئة في هذا الشأن وفي الحفاظ على النعم وتقديرها. للأسف عاداتنا و سلوكياتنا سيئة في هذا الموضوع، ومجرد الوعظ ليس كافياً في هذا الجانب مالم تسانده تنظيمات صارمة وفعالة.
البلديات ومجالسها و الصحة وحماية البيئة والشورى مسؤولة عن مناقشة الفكرة بشكل جاد.