م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. لفت نظري كلمة تنسب إلى (بيل جيتس) أنه قال: «حينما تريد الحصول على حلول سهلة كلف شخصاً كسولاً بالعمل عليها لأنه بكل بساطة سوف يتجه للحلول السهلة».. وهي تأكيد لأحد اكتشافات العالم الخارق «أينشتاين».. حينما شكا في نهاية عمره من أن: مشكلة الباحثين أنهم أمام المسائل الصعبة يبحثون عن حلول صعبة.
2. عند صياغة الرسائل الإعلامية المهمة يواجه الإعلاميون صعوبة في نحت الصياغة الحاملة لتلك الرسالة.. فتخرج أحياناً معقدة تكون في حاجة إلى فك شفرتها فيضيع مضمون الرسالة.. والسبب هو أن كتّاب الرسائل الإعلامية يبحثون عن صيغ جزلة قوية مؤثرة تليق بالرسالة التي يبتغون إيصالها.. فيتقعرون أو يطيلون أو يبتسرون مما يصعّب على المتلقي التقاط الرسالة فتضيع.. هذا إضافة إلى أن عموم الناس تتوقع أن تسمع كلاماً كبيراً ومعقداً عن المشاكل الكبيرة المعقدة وإلا لن يقتنعوا بما قلت ولن يلتفتوا له إذا كان بسيطاً ومباشراً.
3. كثيراً ما نسمع كلمات مثل: (هات من الآخر) أو: (عطني الزبدة) أو: (كلمني بلغة مفهومة) أو: (نبي الخلاصة).. الخ.. وهي كلها دعوات لتبسيط الرسالة حتى يسهل على المتلقي قبولها وفهمها والتجاوب معها.. المشكلة أنه أحياناً في محاولة تبسيط الرسالة يقع الكتّاب في مطب ابتسارها أو اختزالها فتوحي بغير معناها المقصود.
4. الناس عموماً ضعاف في مهارة الاتصال لسببين الأول: أن أغلب الناس لا يستمعون جيداً.. والثاني: ضعف القدرة التعبيرية لديهم.. وهذه الإشكالية تنطبق على الكتابة بشكل أكبر.. فضَعْف القدرة على الكتابة يضاف إليها ضعف القدرة على التركيز في القراءة سمتان أكثر شمولاً في الناس.. من هنا فإن أمام الكاتب مهمة عسيرة هي: كيف يكتب الرسالة بدقة واختصار.. وكيف يخترق عين القارئ بسرعة ونفاذ.. وكيف يجتذب اهتمام المتلقي حتى تصل الرسالة؟.
5. تأويل النص هو أحد أعظم مشاكل الكتابة.. وأن يتعرض النص إلى تأطير في غير صالحه فإن ذلك يحوله إلى أداة مؤذية.. وسبق أن عبر عن ذلك المعنى المفكر الفرنسي الشهير (فولتير) بقوله: «أعطني نصاً من نصف سطر يكتبه أكثر الناس حذراً وسوف أجد فيه ما يؤدي بكاتبه إلى المقصلة!».
6. أعظم وصف يمكن أن يُطْلق على نَصّ أنه: (سهل ممتنع).