د. خيرية السقاف
يبدو أن ما يطرأ على المناخ الطبيعي, من تغيير متنامٍ بارتفاع درجات الحرارة يتوافق تزامنياً مع ارتفاع درجات الحرارة في دماء البشر, تحديداً أولئك الناريون منهم..!
فبينما حرارة المناخ تصيب الأرض بمن فوقها من الإنسان, والحيوان, والزرع, والمياه, باللسع, والجفاف, وقد تؤدي إلى الموت..!
فإن ارتفاع درجات الحرارة في مزاج الإنسان تؤدي إلى لوثته الذهنية, وانفراطه العصبي, بما ينعكس في سلوكه الجنوني
ما يؤدي إلى جرائمه الصارخة, الصادمة, الهالكة في مجتمع البشر..
إن حرارة المناخ تجفف, وقد تميت الأرض, والدواب, والإنسان إن لم يتقها وهو يلمسها..
لكن حرارة المزاج فيه هذا الإنسان المتمرد من البشر تفضي لما تقضي به نتائج الفعل البشري انتهاكا لضوابط العقل, واغتيالا لأرواح البشر, دون تمييز..
فالصغار يغتالون, والكبار, والقربى, والوالدان..
الهاربون من حرارة الطقس للبحر, والنهر, واستجداء الماء,
والهاربون منها لهواء التكييف, واستجداء الظل,
والهاربون منها للأقبية, وزوايا انعكاس الشمس ينجون بأجسادهم..
لأن الطقس لا يتوارى, ولا يغدر..!
فهي نواميس محكمة الحالة, مؤقتة المواعيد, ذات اعتبار في طبيعة الخَلق الرباني..
لكن الذين يهربون ضحايا ارتفاع درجات طقس الفكر في دخيلة البشر, بحرائق جوف الضمير منهم, يصابون بمقتل..!!
فنار هذا الكائن إن لحقت بأجساد نظرائه تفيض فيهم الأرواح,
وإن سلمت في أجسادهم الأرواح احترقت المشاعر منها,
ومن ثم العلاقات بينها, ما يسقط القيم, ويُشظِّي المفاهيم تلك التي هي عُرى التعايش, وسلمة العمار بينهم..
وبحسب ما صدر عن مدير مركز التميز رئيس قسم الأرصاد بجامعة الملك عبدالعزيز يوم أمس في الصحف فإن موجة حر شديدة ستحل بمكاننا خلال يومين قادمين تصل إلى 52 درجة مئوية, ما أرى فيه من أن الشمس تتزامن في صهدها مع الذي يمر به إنسان المرحلة المحترق بناره, المنتهك سلام غيره
غير أن حرارة الطقس حين نتفكر فيها فلأنها ناموس كوني إلهي ينبغي للإنسان أن يتعامل معه بحكمته, وقدرته, ومنجزه حفظاً متنامياً للحياة فوق أرضه, وعملاً على متاحات السلامة فيها.
أما حرارة طقس البشر فاللهم نجاتك من انفراطهم, وعياذك من مكرهم, وهدايتك لضالهم, وحفظك للآمنين منهم,
ذلك لأن أمكر ما يمكر بالإنسان, هي سطوة ناره على حدود سواه, وجهله بسوء مثواه..!!