مهدي العبار العنزي
الحوثيون في الكويت أو في جنيف أهدافهم مكشوفة، كسب الوقت وتذويب قضية اليمن ومواصلة المماطلة والخداع والقتل والتدمير لمقدرات الشعب الأصيل، الذي عانى منهم ما لم يعانيه طيلة تاريخه؛ لقد صبر شعب اليمن الأبي ولكن صبره لن يثمر إلا عن تسلط هؤلاء القتلة الانقلابيين ومواصلتهم ممارسة القتل والسلب والنهب، وكأنهم غزاة جاءوا من عالم آخر متخلف، هدفه العبث وسفك الدماء وتحطيم البناء؟ وهم في حقيقة الأمر يحملون هذه الصفة الذميمة التي سمحت لهم بتصويب أسلحتهم إلى إخوة لهم في الدين والدم والمصير الواحد، إلى أبناء شعبهم الذي لم ولن يستحق منهم كل ما فعلوه به، الشعب الذي كان يطمح للعيش الكريم والرقي والتقدم العلمي في ظل وحدة اليمن، ولكن الآمال خابت والمصيبة أصابت وغربان البين تنعق في الأماكن المدمرة الم تزعج أصواتها مسامعكم أيها القتلة؟ ألم يكن للحكمة طريق إلى عقولكم أيها الجهلة؟
وماذا بعد التدمير فهل يرجى بعد كل هذا الخير! لقد مارستم الكذب على الشعب اليمني ومارستم أبشع أنواع الحقد والكراهية ضد بلدكم وممتلكاته وثرواته وتاريخه وحضارته ؟ ألم تعلموا أنكم جلبتم لبلدكم المجاعة والفقر والأوبئة وماذا بعد ؟ ولازلتم على هذه الحال تكذبون وتمارسون المراوغة وتعتقدون أنها من القيم وإنها فن من فنون القتال ألم تدركوا أنكم تقاتلون بعضكم البعض، وهل هذا هو مجدكم الذي تبحثون عنه؟، لقد خدعتم البسطاء وتعتقدون أنهم أغبياء ألم تعلموا أن شعوب العالم المتحضرة تساهم في تقدم ورقي ونهضة بلدانها فهل سألتم أنفسكم ماذا قدمتم لليمن السعيد الذي تحول إلى اليمن الشقي ولا زلتم تواصلون العبث، وها أنتم عملتم على فشل مؤتمر الكويت كما تعمدتم فشل مؤتمر جنيف وضربتم في كل محاولات أشقائكم لحقن دمائكم عرض الحائط ولازلتم تتلذذون بدماء أطفال اليمن. في تعز وعدن وبقية المدن، الكويت أميراً وشعباً وحكومة استضافتكم على أرض السلام والمحبة إيماناً منهم جميعاً أنكم ستقدرون الجهد المبذول من أجلكم ومن أجل سلامة ووحدة اليمن وحماية شعبه من التشرد والجوع والمرض، وكنا جميعاً نأمل أنكم ستتجاوبون مع صوت الحق الذي يتردد في قاعات الاجتماعات التي كانت تأمل ألا يكون الفشل حليف جدرانها،
والسؤال الذي يفرض نفسه إلى أين أنتم سائرون وهل حقاً أصبح الحل السلمي ممنوعاً، مع الحوثي والمخلوع؟.