في مقالي السابق (أكثر من موضوع) الذي نُشر في هذه الجريدة أشرت إلى الذين برّوا آباءهم في حياتهم وبعد مماتهم، واللاتي بررن آباءهنّ في حياتهم وبعد مماتهم.
وذلك بذكر آبائهم وآبائهنّ في كلّ ما يقولون وما يقلن وما يكتبون وما يكتبن، وأوردت أمثلة لهم ولهنّ.. كالتالي:
عبدالله بن محمد بن خميس
محمد بن ناصر العبودي
د. حسن بن فهد الهويمل
د. إبراهيم بن عبدالرحمن التركي
د. دلال بنت مخلد الحربي
بنات الشيخ محمد بن ناصر العبودي
وقد قلت في نفس المقال إن الذين لا يذكرون آباءهم في أحاديثهم وكتاباتهم قد عقّوا آباءهم ، وشطبوا على أسماءهم من الوجود.
وبعد موتهم رحمهم الله عَمد هؤلاء العاقّون على إماتة أسمائهم وإلغائهم من الحياة.
وهذا ينطبق بحذافيره على الجنس اللطيف الذي تمادى في حذف أسماء آبائهنّ.
والأمثلة كثيرة لدى الجنسين القوي والضعيف أو الخشن والرقيق (أي اللطيف) (يالطيف).
أمثلة لمن برّوا آباءهم:
1 - الشيخ الفاضل عبدالله بن عبدالعزيز العقيل (عنيزة) صاحب كتاب (كشكول ابن عقيل)، كانت لديه في حياته ندوة أسبوعية يدعى لها من يحاضر فيها مع وجبة عشاء للحاضرين من طلبة وغيرهم.
لما توفي هذا الشيخ رحمه الله استمرّ أبناؤه على إقامة هذه الندوة أسبوعياً في منزله ، (عرفت ذلك لمّا دُعي ابني فهد لإلقاء محاضرة فيها، فحضرتها).
2 - الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز القرعاوي رحمه الله الداعية الذي انتفع بعلمه الكثيرون في تهامة ، لمّا توفي أقام أولاده ندوة شهرية في منزله كان يقيمها في حياته، وعرفت عنها ذلك لما اشترك ابني فهد في إحدى أمسياتها.
3 - الأستاذ المؤلف حمد بن عبدالله الدامغ، له أكثر من ثلاثين مؤلَّفاً، أحدها عن القهوة ثلاثة مجلّدات، وكتاب عن البراقع، وكتاب عن الشعر العامّي وشعرائه في وادي الفقي، وكتاب عن بلدته روضة سدير (للتفريق بينها وبين روضة حائل).
لما توفي رحمه الله عَمَد أولاده البررة إلى توزيع بعض كتبه في أفريقيا وفي مكتبة الروضة.
ليس هذا فقط بل إنهم من برّهم بأبيهم جمعوا بعض أصدقاء أبيهم في منزله، للتعارف وليقل كل منهم ما يعرفه عن الفقيد.
أمثلة أخرى
وبعكس ذلك (وبضدّها تتبين الأشياء) عَمَد بعض أبناء الراحلين المشهورين بالعلم والثقافة والشعر إلى التقوقع وعدم الحركة وعدم فعل ما يعتبر برّاً بأبيهم.
أحد الأمثلة : ترك الأولاد فعل أي شيء لاستمرار سمعة أبيهم المشهورة وجدّه واجتهاده في حياته، فقد انطفأ نوره بمجرّد وفاته ونسيه أولاده وجعلوا الناس ينسونه.
مثال آخر : عالم وأديب وشاعر نسيه أولاده ونسوا ما أوصى به (وهو مهمّ).
الأمثلة كثيرة لا داعي للخوض فيها لعلّ ضمائر أولاد أولئك تستيقظ وتحيا ويبرّون بآبائهم الذين ربّوهم وعلّموهم وتعبوا عليهم.
يا ناس يا إخوان (يا إخوة) يا أخوات برّوا آباءكم تبرّكم أبناؤكم.
برّ آخر
ومن البرّ بالوالدين الدعاء لهما في كل سجود صلاة بعد (سبحان ربي الأعلى) 3 مرّات (اللهم اغفر لي ووالدي ووالدي والديّ)، فالإنسان أقرب ما يكون من ربّه وهو ساجد.
أكثر من موضوع
قلت في مقالي عن كتاب أ.د. عبدالعزيز بن محمد الفيصل (رؤى وآفاق) إني استفدت من ضمن ما استفدت منه أن كلمة (العان) في (خشم العان) هي (العين) عن (هيت) ، وتذكّرت أن بعض أهالي الأفلاج ينطقون ليلى (لالا).
ولهذا فلعلّ اسم هالة جاء من هيلة كـ الكاتبة في جريدة الشرق وغيرها، والله أعلم.
كذلك بعض العرب ينطق (ما أبيه) (ما أباه) ويتندّر بعضهم بهم بأنهم يقولون اللي ما (يبانا) ما (نباه).
- مازالت النعال تكوّم (بالواو) في مداخل أبواب بيوت الله (المساجد).
- ومازال المواطنون والسائقون (والسائقات) لا يستعملون إشارات سياراتهم في الشوارع والطرق ... كسلاً وعجزاً واستهتاراً (وتمبلة) وقلّة أدب وجهل مركّب.
- ومازالت الكلمات الأجنبية من لغة الخواجات على ألسنة المواطنين الذين أحبوها حبّاً جمّا .. يوتيرن/ اوكي/ ويك إند/ كورنيش/ كنسل/ اوتوبيس/ باص/ كروكي/ همبورقر ...الخ ، وهي في لغتنا الجميلة: عودة أو رجوع/ طيب/ نهاية الأسبوع/ شاطئ/ إلغاء/ حافلة/ حافلة/ مخطط.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مكتبة قيس للكتب والجرائد القديمة الرياض - البير
www.abu-gais.com