ما بال الكلمات تتوارى، حين بسطت ذراعي لحلمي الكبير والوحيد توارت الكلمة، وأنا التي أتلاعب بلحن القول أنى شئت! اليوم وقت أن احتجتها كلماتي يتمردن! أنى لكن أيتها الحروف أن تتوارين مني! وأنا سيدة الحرف! تماثلتن مع بني جنسي في الكيد لي!
هل اختبأتن في العقل البطيني وتهتن في دهاليس الافكار القدامى! الملوثة بذكريات السحر الأسود وحثالة أشباه البشر.. آكلي العمر النيء!
أنى لكي الصد عني! وأنا أحقق في هدفي الجميل، وأنا أجهز مكتبي الأنيق ذا الثلاثة أعمدة الرومانية خلف النافذة الجنوبية الكبيرة المفتوحة علي الهواء الكبير والستائر البيضاء الشفافة، مكتبي الذي ليس به غير وريقات بيض كلون أحلامي ويراع يتيم... وبعض قطرات المداد التي اختارت الموت على المنشفة المبللة... قدرها أن تموت ولا يقرأها أحد... القطرات التي أصبحت بلا تاريخ الآن.. كمعظم البشر يعيشون ويفنون بلا تاريخ يذكر.. القطرات لسن كمثيلاتهن اللائي امتطين اليراع وخططن أجمل السطور وأفخم الكلمات وأسرن العقول والقلوب... القطرات اللائي شكلن بعض مصائر البشر الاختيارية.. اللائي أصبحن قدوة بعض المواقف... قطرات المداد بعضهن كتبن عن محمد الفارس القائد الأمين صلوات ربي وسلامه عليه. فتدثرت القطرات ذكر الرسول ليوم الفناء... تلكم القطرات ستساق إلى الجنة زمرا... تلك القطرات سيشهدن لأناملي يوم الحشد الأكبر.. تلك القطرات سيبلغن شهادتكن ويحكين موتكن وفناءكن داخل المنشفة المبللة والتي لاندري أأعيد تدويرها أم لا زالت تردح بين القذارة! كدفن ورثة إبليس رؤسهم في البلاء.
تحركي أيتها الضاد وأنقذي (أمتي أمتي) من الضياع أشعلي القلوب بالذكرى (تنفع المؤمن)، نسقي النفوس بطعم النبل.. أنثري المحمدية أنغاما عربية، أجيبي المعتصم (أحيي الفلاح)، اصنعي النجاح، حثي على الكفاح.
فباللغة وحدها (قد) يحي الإنسان، فالخبز يفنى والحرف يبقى، فإذا كتبنا.. قرأنا.. وإذا قرأنا.. بدينا.. وإذا بدينا... مضينا.. وإذا مضينا... سرينا... وإذا سرينا...فحدودنا راية جبريل وأمر محمد (اقرأ)! صلى الله عليه وسلم.