في كل البيوت الطينية القديمة يوجد مجلس لاستقبال الضيوف من الرجال، وتعد في ذلك المجلس القهوة والشاي وربما الحليب والزنجبيل أمام الضيوف، كما يتم إيقاد النار لذلك.
وفي صدر مجلس القهوة العربي يبنى الوجار والكمار أما الوجار، فهو بناء مستطيل الشكل مبني في أرض المجلس، ويكون في طرفه موقد النار المتصل أسفله بمروحة يدوية يديرها (معدّ القهوة) تنفخ الهواء لإيقاد النار، واستمرار اشتعالها. وللوجار جدران قصيرة ملساء يتحلق حولها الضيوف ويضعون فناجينهم فوقها إذا كان عددهم قليلاً، وليتمكن (المضيف) من خدمتهم ومناولتهم فناجين القهوة والشاي وهو جالس أمامهم في المكان المقابل والمسمى (المحكمة).
أما الكمار فهو بناء مستطيل الشكل ملتصق بالجدار الملاصق للوجار، وللكمار رفوف توضع عليها أواني القهوة والشاي من الأباريق ذات الألوان الجميلة والدلال (جمع دلة) الكبيرة والصغيرة، ويوجد به مخازن صغيرة لحفظ بعض المواد اللازمة لإعداد القهوة والشاي وخلافهما.
والكمار يُبنى من اللبن، ويملط (يكسى) بالجص الأبيض، ويكون عادة على يمين أو يسار الجالس في المحكمة. أما الوجار فهو يبنى من اللبن ويملط بمخلوط الجص والإسمنت ليكون صلباً.
وإذا كان عدد الضيوف كثيراً بحيث يملؤون المجلس فإن أبناء المضيف سيقومون بخدمتهم وتقديم القهوة والشاي لهم بانتظام بادئين بالأكبر سناً.
ويزيد ارتفاع الكمار عن الأرض على المترين، ويكون مزخرفاً. أما الوجار فلا مجال لزخرفته لأنه معدّ لإيقاد النار واستقبال الرماد بعد ذلك.
ولا يكاد يخلو مجلس عربي من وجود كمار ووجار فيه، إنهما زينة وكمال، ودليل وجاهة وكرم.
إبراهيم سليمان الوشمي - بريدة