سعد الدوسري
دائماً يكون الإصرار والمثابرة، من سمات ذوي الاحتياجات الخاصة، ليثبتوا لأنفسهم ولمجتمعهم، بأنّ الله ما سلبهم شيئاً إلاّ ليعطيهم أشياء. وما ينقص شبابنا، هو الاستفادة من التجارب الملهمة لأبنائنا وبناتنا، من ذوي الاحتياجات الخاصة، والذين يثبتون لنا كل يوم، بأنهم أمثلة للعزيمة التي لا يحدها حدود.
من هذه التجارب، تجربة شاهر بن عايض المرزوقي، وهو طالب مبتعث للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية. وعلى الرغم من كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أنه نجح في مشروع تطوير صناعة الأذرع الصناعية التي تعمل على إكمال دائرة نقل المعلومات من الدماغ إلى اليد بهدف تحريكها، ومن اليد إلى الدماغ كإشارات حسية لتسيهل التحكم في الذراع. وأذهل شاهر أصحاب الاختصاصات في جامعة أريزونا الحكومية، وحقق درجة الماجستير مع مرتبة الشرف على هذا الابتكار.
لم تعق إصابة شاهر التي تعرّض لها في صغره، من تحقيق آماله وأحلامه، بل كانت نقطة تحوُّل كبيرة في حياته، إذ استطاع أن يتأقلم معها كأي طفل بكل براءة، بدعم وتشجيع من والدته. وخلال غيابه عن الوطن لمدة 10 سنوات حصد عدداً من الشهادات العلمية، وتلقى الكثير من العروض من شركات أمريكية للعمل لديها، إلا أنه فضَّل مواصلة مشواره التعليمي لنيل شهادة الدكتوراه.
إنها واحدة من القصص التي تعطي مؤشراً واضحاً، بأنّ شبابنا يسيرون بشكل صحيح، في إثبات ذواتهم.