«الجزيرة» - سعود الشيباني:
كشف المحلل المعتمد من الأكاديمية الدولية لتحليل الخط بفرنسا والمستشار القانوني سلطان المخلفي في تصريح لـ»الجزيرة» عن أنه من خلال الخط يتم معرفة الميول الإجرامية للشخص، مشيراً إلى أن هناك دورات تكشف ميول الجريمة والمجرمين من خلال الخط تقدم للمتخصصين ويجب مراعاة جميع العوامل والقواعد المصاحبة لهذا البرنامج لكشف الميول الإجرامية وعدم الاكتفاء بقاعدة واحدة أو قاعدتين. وقال المخلفي: إن هناك علامات تظهر في الخط تدل على عدم الراحة النفسية كمؤشر مبدئي على قابلية الكاتب للجريمة مثل عدم غلق الأحرف الدائرية بشكل تام مثل ص, ف, ة, و، وكذلك ميل الكتابة لليمين وعدم استقرار الهوامش والضغط على القلم ووجود مسافات غير مستقرة بين الكلمات والأسطر.
وأضاف المحلل المخلفي: إن حجم الخط من المؤشرات المهمة في معرفة الميول الإجرامية حيث يميل أصحاب الخطوط الكبيرة للجرأة والبطش وإظهار قوتهم كذلك الأنانية والنضج أكثر من غيرهم, تميل للانتقام متهورة وقلقة وعادة مثل هذه الشخصيات تكون منفذة أكثر من كونها مخططة.
أما أصحاب الخطوط الصغيرة والتي تكون أصغر من 3 ملم فهي شخصيات مدبرة، وتميل الشخصيات التي تترك فراغات كبيرة بين الكلمات والأسطر إلى عدم ضبط النفس والتهور, أما الضغط غير المنتظم في الكتابة فتفيد بتغيير المزاج وطبيعة غير مستقرة نفسياً وعاطفياً وقد رصدت في حالات كثيرة عند محترفي السرقة.
وأضاف المحلل المخلفي من المؤشرات المهمة ميل الكتابة عكس اتجاهها وهذه تفيد إخفاء المشاعر الحقيقية ولو كان الهدوء سمتهم الخارجي يقوم المتسترون بكتابة الحروف مقوسة كأنها مظلة مثل حرف الكاف وهذا إشارة إلى حاجتهم للحماية والتحفظ ومرجعية التخطيط الداخلية، مشيراً إلى أن الحروف تعطي دلالات مهمة مثل كتابة الألف بشكل عمودي والهمزة فوقها مباشرة بشكل مقوس وهو دلالة الخداع والمراوغة، وكذلك كتابة الكاف وإطالة جزئها العلوي بشكل أفقي فهو دلالة العنف والعدوانية.
وقال المحلل سلطان المخلفي من خلال عدد من المؤشرات فإن كتابة الهاء في مقدمة الكلمة كدائرتين متداخلتين مترابطتين أو وجود أي دائرتين مترابطة, وكذلك الكتابة باتجاه اليمين.. وبين المحلل المخلفي بأن معرفة هذا العلم يفيد في معرفة ميول الأبناء من دون الدخول في صدام معهم خاصة مع المتأثرين منهم بفكر الخوارج والإرهاب, وهو ما يسهل على أولياء الأمور والمعلمين من كشف ما بدواخلهم من صراعات أو انحراف فكري، إلا أن هذا العلم قديم وتعود جذوره إلى آلاف السنين بل له شواهد في تراثنا العربي واستشهد بما جاء في العقد الفريد لأبن عبدربه الأندلسي عن الشعبي -رحمه الله- أنه قيل له بأي شيء تعرف عقل الرجل؟ قال: إذا كتب فأجاد، بل جاء في ديوان المعاني للعسكري قصة رجل رفع إلى محمد بن عبدالله بن طاهر كتاب يعتذر فيه, فرأى خطه رديئاً فوقع: (قد أردنا قبول عذرك فاقتطعنا دونه ما قابلنا من قبح خط, ولو كنت صادقاً لساعدتك حركة يدك, أو ما علمت أن حسن الخط يناضل عن صاحبه بوضوح الحجة, ويمكن له درك البُغية).
وقال: إنه يرتكز على أسس علمية حيث إن كل حركة تصدر من الإنسان تكون خاضعة لجهازه العصبي مباشرة، فكل ما يكتبه الإنسان يسيطر عليه اللاوعي أو اللاشعور، وإذا كان العالم النفسي «فرويد» يرى أن الإبداعات، والأحلام هي طريق لأعماق الإنسان، فمن باب أولى أن تكون رسوماته وكتاباته هي في الحقيقة تعبير دقيق جداً لما يختلج في أعماق نفسه.
وأوضح المخلفي أن كل ما يحدث للإنسان من انفعال أياً كان نوعه يحفظ على شكل شفرة أو رسالة في مخه، وحال الكتابة تفسر أدق وأصغر النبضات الكهربائية للألياف العصبية المتدفقة من الدماغ إلى أصابع اليد لكون العقل الباطن يرسل تلك الرسائل لتتمثل لنا على شكل رسومات أو خطوط، فمن خلال الشخبطات نستطيع أن نعرف حالة الكاتب العقلية واهتمامه ببيئته وعلاقته بها، ومدى اتصاله بالآخرين، وشعوره الذي يعيشه نفس لحظة الكتابة، والعديد من الصفات التي تميز شخصيته، وكذلك قدراته العقلية، وانفعالاته الداخلية، وأن علم الجرافولوجي هو مرآة الإنسان الحقيقة لذاته، وذلك لأن بإمكانك الكتابة ومن ثم تحليل خطك ومعرفة نفسيتك ومشاعرك وسلوكك وهو ما يفيد في معرفة الميول الإجرامية ومعرفة المجرمين من خلال خطوطهم.
وبين المحلل المخلفي أن «الجرافولوجي» استخدم في أمريكا لتحليل خط الرئيس صدام حسين في حرب الخليج لفهم شخصيته وسماته النفسية، وكذلك دراسة وخط الملك فيصل ابن عبدالعزيز -رحمه الله- وقد صنفت مكتبة الكون جرس الأمريكية وهي أكبر المكتبات وأعرقها في العالم علم تحليل الخط مع علم الاجتماع الموثوق وذلك عام 1981م، وحالياً يصنف تحت علم النفس وتقوم بتدريسه جامعات عالمية وبعضها كدورات خدمة مجتمع, على سبيل المثال نشرت المجلّة الدولية للممارسةِ السريريةِ International Journal of Clinical Practice دراسة علمية في مارس 2007 حول فنّ دراسة الخطّ لتشخيصِ محاولاتِ الإنتحار: Graphology for the diagnosis of suicide attempts: a blind proof of principle controlled study.