عمر إبراهيم الرشيد
ليس الترفيه ترفاً كما أكدت توالي الظواهر أو سلسلة الأحداث التي شهدها الوطن منذ عقود، ونعلم أن الإساءة إلى الدين والوطن ليس جديداً على المملكة حين شهد عام 1400 للهجرة اعتداء شرذمة من مغسولي الأدمغة على الحرم المكي الشريف صبيحة الأول من محرم في تلك السنة.
ولا يخفى على من هم من جيلي والأكبر سناً ما جرى من تحول اجتماعي عقب تلك الأحداث رافقها إجراءات أمنية وقائية، وفي نفس الوقت تراجع الترفيه أو قل أصاب هذا القطاع جدب وشبه توقف وفقر في مرافقه ونشاطه، ولن نتطرق إلى شرح الأسباب لأن المقام لا يتسع.
ومع إطلاق الرؤية الوطنية التنموية 2030م شملت فيما اشتملت عليه قطاع الترفيه الذي هو في اعتقاد البعض ترف، بينما كما يعرف العقلاء أنه ضرورة وكما قلت أثبتت الأحداث ولعقود من الزمن تأثير هذا القطاع ليس على المزاج العام والتركيبة النفسية فقط وإنما حتى على الإنتاج وجودة العمل.
الآن والعالم يدخل مرحلة غير مسبوقة سياسياً واقتصادياً وأمنياً ومع تتابع الحوادث شرقاً وغرباً، يتضح تغيير معظم السعوديين لخطط سفرهم وسياحتهم الخارجية كنتيجة لذلك.
إذا فقطاع الترفيه ودخوله ضمن الرؤية والتحول الوطني يأتي كاستدراك طال انتظاره لأهمية هذا القطاع، فسد أبواب الترفيه النظيف الذي لا يتنافى مع الثقافة الإسلامية وإهمال أو الفقر في مرافق الترفيه على امتداد البلاد، مع اقتصار هذا القطاع على مراكز التسوق وملاهي أو مدن العاب ومهرجانات موسمية تتكرر بلاتجديد، كل هذا وغيره جعل قطاع الترفيه لدينا بدائيا في رأيي.
وإذا تحدثنا عن السياحة الوطنية وأردنا من المواطن إعطاء السياحة الوطنية شيئاً من اهتمامه فلابد من إعادة تعريف الترفيه لدينا، حتى نحفظ شبابنا من الاختطاف الفكري ومراتع الجريمة بأنواعها، ونرفد اقتصادنا ويسهم قطاع الترفيه في إعادة التوازن النفسي للمجتمع وعودة بعضه إلى رشده. حمى الله بلادنا ومجتمعنا من كل سوء؛ والله لطيف بعباده.