واشنطن - عبدالمحسن المطيري:
السينما وسيلة فعالة للتأثير على الرأي العام، ولطالما كانت السينما أداة قوية تستخدمها الدول الكبرى لتسويق أيدلوجيا معينة أو لتمرير رسائل معينة مثل الل»برابنجدا السوفيتية أو الإنتاج الهوليودي الأمريكي أثناء الحرب العالمية الثانية، وحتى هتلر كان يوظف العديد من المخرجين والمخرجات لتلميع صورة النازية. السينما الإيرانية من داخل إيران تحظى بدعم كبير سواء رسميا من الدولة أو من قبل مؤسسات أهلية، ونعرف أن قبل العام 1979 كانت إيران تحت حكم محمد رضا بهلوي المعروف بشاه إيران حتى عام 1979. وفي نفس العام نجحت الثورة الإيرانية التي أثرت سلباً على حرية وحركات الفن في إيران، وبالأخص السينما. بعد الثورة الكثير من صناع الأفلام الإيرانيين وخاصة اليساريين هاجروا خارج إيران واستقروا في بلدان مثل ألمانيا وفرنسا. مما شكل جبهة فنية سينمائية معارضة للداخل الإيراني و تنتج أفلاماً بالغالب يكون مضمونها ساخرا، ناقدا، والأهم فاضحا للممارسات الإيرانية والسلبيات سواء في النظام الإيراني أو في السياسات الإيرانية الداخلية والخارجية.
وهناك العديد من المخرجين الإيرانيين داخل إيران لديهم نزعة الجرأة وتتضمن أفلامهم نوعا من الاحتجاج والتحدي لنظام الملالي. مثل فيلم Offside أهم الأفلام في تاريخ السينما الإيرانية الحديثة. الفيلم صنعه المخرج جعفربناهي سبب ضجة كبيرة داخل إيران بسبب موضوعه المثير للجدل وهو اعتقال فتيات صغار يحاولن حضور مباراة كرة القدم لمنتخب بلادهم. يحمل الفيلم مضمونا هاما، وشكل جذابا في الإخراج الشبيه بالإسلوب الوثائقي، كذلك جرأة المصورين وهم يوثقون عملية محاولة دخول الفتيات المباراة قبل أن يتم اعتقالهم.
كما أن جعفر بناهي بالتأكيد واحد من أهم صناع السينما الإيرانية المعارضة. أفلامه «تسلسل» و»هذا ليس فيلماً» قدمت الكثير من الحقائق غير المعروفة لدى الجمهور العالمي حول الداخل الإيراني مما جعل السلطات الإيرانية تعتقله وتمنعه من صناعة الأفلام، جعفر هو واحد من عشرات المخرجين سواء داخل إيران أو المقيمين في دول غربية خصوصا فرنسا، تحمل أفلامهم قوة في المضمون ورسائل احتجاج، و جمالية في الشكل، تستحق منا، المؤسسات العربية سواء الأهلية أو الحكومية الرسمية أو تدعمها، نعرضها في بلداننا، والأهم دعم مشاريع قادمة.