سعد السعود
بالطبع لا أعني المستوى الفني .. والدافعية نحو الأفضل .. وعدم التوقف في الطموح .. أو الركون للنجاح المحقق .. فتلك الأمور مفروغ منها تماماً .. وهي خلطة النجاح لما وصل إليه البرتغالي من مجد وما حصده من أرقام قياسية .
لكن حديثي هنا عن تعامله مع الإصابة التي حدثت له في النهائي الأوروبي الكبير.. فعلى الرغم من الزخم الإعلامي للبطولة .. وحالة الاحتفال في الشارع البرتغالي .. واستقبال الرئيس هناك .. والتغطية الموسعة لما بعد البطولة .. والبرامج المحلية المحتفية بالأبطال .. إلا أنّ النجم العالمي لم يغرق في كل ذلك.. ولم ينس ما حدث له من إصابة.
حيث ذكرت صحيفة ماركا الإسبانية أن نجم ريال مدريد الأسباني كريستيانو رونالدو يتعافى من إصابته في الركبة في عيادة بجريزة ايبيزا بالتزامن مع إجازته .
ويحاول رونالدو حسب الصحيفة تسريع عملية تعافيه من الإصابة من خلال العلاج بالأكسجين في الضغط العالي، لكي يتمكن من اللحاق بمباراة السوبر الأوروبي أمام أشبيلية، حيث تعمل هذه التقنية على تسريع إنشاء خلايا الدم الحمراء لكي تتم عملية التعافي أسرع فضلاً عن تقليل خطر الإصابة في المستقبل .
هكذا يتعامل اللاعب الأول حالياً في العالم مع إصابته .. احترافية كبيرة في عمله .. وسباق مع الزمن للعودة .. وتناسٍ لكلِّ التعب الذي عاناه طوال موسم طويل على صعيد الأندية والمنتخبات .. ليعود أقوى من السابق .. وليضمن كتابة سطور أخرى من التميز سواءً في ناديه أو منتخبه .. هكذا ببساطة يصنع الناجحون مجدهم .. ويكتب العباقرة تاريخهم .
صورة مع التحية للاعبينا المحليين .. والذين يسوّفون في علاج إصاباتهم .. ويهملون في مراحل التعافي .. ولا يبالون بحصص العلاج .. لتمتد إصاباتهم بعد ذلك لشهور أطول .. وتكون عودتهم متواضعة .. بل ربما تعاودهم الإصابات مجدداً لعدم اكتمال تدريبات التقوية .. ويصبحون أشبه بالزجاج .. تواجدهم بالعيادات أكثر من ظهورهم بالملاعب .. والأمثلة كثيرة في كل الأندية .
حتى أن البرفيسور سالم الزهراني اشتكى أكثر من مرة من عدم تعامل اللاعبين بجدية مع البرامج المخصصة لتعافي المصابين .. حيث ذكر أن هناك البعض من اللاعبين يضع الطبيب المعالج مشجباً لإهماله .. ليصل الأمر بأخصائيي العلاج الطبيعي الموجودين في الأندية من التذمر مما يحدث من إهمال وما ينالهم من اتهام.
أخيراً ، كم أتمنى أن تكون تجربة رونالدو وغيره من اللاعبين العالميين حاضرة في أذهان لاعبينا .. واحترافيته نبراساً لنجومنا .. لعلنا لا نفقد أحداً .. ليكونوا رافداً للأخضر في ما يدخله من منافسات .. ويكونوا عوناً لأنديتهم في كل الاستحقاقات .. ويأتي الدور التالي بعد اللاعبين على إدارات الأندية .. فوضع أنظمة صارمة ومواعيد محددة لتواجد اللاعبين في العيادة .. علاوة على ما يرفع من تقارير يومية كفيلة بالتزام اللاعب المصاب في البرنامج المعد ليعود بكامل عافيته للملاعب.
آخر سطر
من أجمل ما قرأت: لا يمكن دفع أحد لارتقاء السلّم إذا لم يكن راغباً في الصعود.