عرب العراق شيعة وسنة، ليس فيهم من لم يقرأ لعمرو ابن كلثوم بن مالك التغلبي، الفارس بن الفارس كلثوم ذو الشأن والكرامة، وأمه بنت الزير سالم، وهو في هذا المنبت. لا يمكن أن يفخر شعراً، بكرامته وشجاعته وعز مقامه بين العرب، كغاية يتسلق بها هرم الشجاعة، والمجد، وهو في بيئة معاني معلقته المتوشحة بالعزة والكرامة والمجد، التي تضمنت هذا البيت:
ونشرب إن وردنا الماء صفوا
ويشرب غيرنا كدرا وطينا.
وعرب العرق من شيعة وسنة، إن خفضوا رؤوسهم للريح، فلن ينسوا أبداً أن بينهم من أحفاد أولئك الأوائل الذين لم يذلهم الجبروت والقوة، الريح التي هبت على العراق، بدعم من المستعربين، أو ممن نسوا عروبتهم ولم يعد فيهم من صفات العروبة إلا لغة اللسان، ولكنهم عجم العقول والهوى، أمثال نوري المالكي، الذي سعى لإيران الفارسية لتبقيه كدمية إن لم يكن في الواجهة ففي الخلفية لينفذ لها مراداتها، لا في العراق وحده، إنما لما وراء العراق لوضع الجزيرة العربية، خاصة المملكة العربية السعودي بين فكي منظمتين إرهابيتين فارستيين، بإنشاء الحشد الشعبي في العراق، والحوثية في اليمن. الحوثية في اليمن طويت صفحتها كمؤثر، بحكمة اليمنيين، الذين أدركوا الغايات والأهداف. فمدوا أيديهم لليد المبسوطة لمساعدتهم، إذ لبى خادم الحرمين وإخوانه من العرب نداء الإخوة اليمنيين، بهبوب عاصفة الحزم، فكان يوم هبوبها يوم «نحس» على الفرس في طهران، ووطاويط كهوف جبال مرآن. أما الحشد الشعبي الذي ممارساته بالعراقيين تذكرهم بممارسات «هولاكوا «في أجدادهم. وما أشبه الليلة بالبارحة، ابن العلقمي الذي خان الأمة والوطن فهو من مالأ «هولاكو» التتاري على سقوط بغداد. فهو اسم يفوح منه نتن الخيانة والغدر. وأبناء علقم المعاصرون، روائحهم المنتنة بخيانة أوطانهم بممالآت الفرس، يعرفهم العرب العراقيون، ولن يضيع العراق أبداً وأحفاد عمر بن كلثوم بينهم. فستهب عواصفهم العاتية عاجلاً أو أجلاً، وسوف يتكرر يوم النحس على الفرس من جانبهم، ويعصف بالخوانة أمثال ابن العلقمي.