سعادة غامرة ملأت قلبي، وشوق دافق فاض بوجداني، ورهبة صامته اهتزت لها مشاعري بالأمس وبينما أنا على مشارف مكة المكرمة إذ بعينيّ تلتقطان مآذن الحرم الشاهقة المشرئبة إلى السماء، وعلى قمة إحداها ساعة ضخمة أتقن صنعها ووضعت بعناية فائقة وبارزة كأنها تود معانقة السحاب. جئت لتلك البقعة الطاهرة لأداء مناسك العمرة. بقلب خاشع خاضع للمولى عز وجل، رافقني في هذه الرحلة الروحية ابن أخي «صلاح» فله شكري والشكر موصول لابنتي «ناديه» وزوجي « إنصاف « رفيقة الدرب. أكملنا المهمة بصبر وترو وإتقان وكانت ألسنتنا تلهج بالدعاء للأهل والأحباب والأموات تقبل الله العمرة والدعاء بصالح الأعمال. إن ذلك المشهد الروحي المؤثر وأنا في رحاب بيت الله قد اخترق وجداني ودفع بقلمي المرهف المتلهف أن ينساب مداده معبراً عن مشاعر كامنة، وملاحظات نادرة:
- يمد خادم الحرمين الشريفين يده البيضاء دائماً في أريحية وسخاء حتى ينعم ضيوف الرحمن بأداء مناسكهم بيسر وسهولة. توسعة مستمرة، ولمسات جمالية تليس دهاليز وأروقة الحرم ثوباً يفيض حسناً وبهاءً وجمالاً. بالتوسعة المرتقبة تتلاشى ظاهرة الإزدحام لتكاثر عددية المسلمين بشتى البقاع.
- مساع جادة هادفة يطلقها خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله لتعزيز ثقافة توحيد صف المسلمين وتوطيد مبادئ الإسلام. قال تعالى في محكم تنزيله « وإعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا « صدق الله العظيم. فهي شعار وضعه الملك في حدقات عينيه، ومن هنا بادر الملك سلمان أبقاه الله بمناورات رعد الشمال «North Thunder» شاركت فيها عشرون دولة عربية وإسلامية، وأصبح للمسلمون جيشاً قوياً رادعاً.
- كما لم تبخل حكومة خادم الحرمين الشريفين بتوفير شتى الخدمات الحياتية لضيوف الرحمن: مياه نقية وغذاء كامل الدسم، وعلاج ناجع ودواء في متناول اليد ووسائل نقل مكيفة ومريحة، كما وفرت إدارة الحرم وسائل تنقل للعجزة والمعاقين تسهيلاً لهم لأداء مناسكهم.
- ينشرح صدرك وأنت تشاهد تدفقاً بشرياً من كل الجنسيات بالعالم يتدافعون بحرص لأداء مناسكهم وألسنتهم ترطبت بذكر الله وتلاوة آيات من القرآن رغم عدم إلمام بعضهم باللغة العربية.
- هل تعلم قارئ الحصيف أن خادم الحرمين الشريفين يقدم دعوات سنوية لعقد فريد من المسلمين بشتى دول العالم لأداء مناسك الحج والعمرة على نفقته الخاصة ؟ وفي هذا العام حظي «241» مسلماً من إفريقيا تلبية للدعوة السامية الكريمة.
- وهل تعلم قارئ المُجد أن نار القرآن لم تخمد لقرون مضت. بدارفور ومنذ الأربعينات من القرن المنصرم كانت دارفور ترسل الكسوة سنوياً للكعبة الشريفة بما يسمى « محمل السلطان علي دينار « كما قام بتشييد العديد من الآبار بين مكة المكرمة والمدينة المنورة ومازالت موجودة بإسم آبار علي وتطفئ ظمأ حجيج بيت الله.
- دهشت بل ذهلت وأنا أشاهد تلك التوسعة الهائلة في ساحات وأروقة الحرم المكي. كما أن خادم الحرمين الشريفين لن تلن له قناة ولن تفتر همته وهو يجد ويبذل أقصى مساعيه لخدمة وراحة ضيوف الرحمن. نسأل الله أن يديم عليه الصحة والعافية حتى يحقق أمله الأخضر وطموحه الباذخ وهو توحيد كلمة المسلمين وراحة ضيوف الرحمن. والله مجيب الدعوات.
والله المستعان،،،
خبير تربوي - سوداني