«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
كنا ثلاثة ورابعنا صاحب السيارة الذي رافقناه إلى حضور مناسبة زواج وما أكثر المناسبات هذه الأيام. التفت عبد الرحمن والذي كان يجلس في المقعد الأمامي لقائد السيارة سعد أين ستقضي إجازتك هذا العام.؟ في البيت ومع الأولاد. سوف أقضيها هنا في الأحساء. معقولة يابو يوسف تتحمل هذا الجو الخانق والحرارة الخمسينية.
أما أنا فإلى أمريكا وكندا. والحق أن عبد الرحمن كان يتمنى أن يذهب إلى الخارج مثل الكثير من الميسورين وغير الميسورين الذي يقترضون من البنوك للقيام بالسفر للخارج لكن العين بصيرة واليد قصيرة..كذلك لن يكرر غلطته هذا العام كما فعل قبل سنوات عندما تدبس في سداد مديونية بطاقته الائتمانية التي كانت تتوالد مثل الفيروسات.
أما أبا محمد وكان يجلس بجواره في المقعد الخلفي فقطع حبل تفكيره وشريط معلوماته التي أخبره عنها جاره عبدالرحمن.
وقال الحمد لله هناك مناطق في وطننا جميلة وباردة وتتشرف بكل من يزورها لقد قضيت أسابيع في الجنوب ما بين أبها والنماص وبلاد بالقرن ورجال ألمع وكانت إقامة طيبة.. وأضاف المشكلة أنكم صرتم تعرفون عن أمريكا وأوربا والشرق أكثر مما تعرفون عن مدننا وعلى الأخص التي تتميز بطقسها البارد في مثل هذه الأيام.
صدقوني ياجماعة وطيعوا شوري ودعونا نذهب (قروب) عائلي إلى الجنوب أوفر وأحسن ومنها يعرف الأبناء والبنات طبيعة وجمال وطنهم.. وراح كل واحد من الأصدقاء الأربعة يدلو بدلوه في أهمية الإجازة وكل واحد يصر على رأيه.
فهذا يؤكد أن الإجازة الصيفية مع هذا الطقس الحار جدا باتت أكثر من ضرورية للأسرة التي لديها سعة في الرزق وإمكانية السفر وتحمل تكاليفه ومصاريفه والتي سوف تخرج عن نطاق التحكم مهما وضعت هذه الأسرة أو تلك ميزانية محددة وسقف مالي لا يمكن تجاوزه.. وذاك يقول : المسألة تعود وبلادنا مهما كانت طيبة وفيها أماكن ممتازة على الرغم من حر بعض مناطقها لكنها والحمد لله استطاعت أن تلبي مايحتاجه المواطن فيها من خدمات فالكهرباء في السنوات الأخيرة أكثر من رائعة.. الله يرحم أيام أبوي وجدي اللي كانوا (ينشوون) من الحرارة ومع هذا تحملوا الحرارة والرطوبة والعمل حتى تحت أشعة الشمس الحارة. اليوم على الأقل المكيفات باتت في كل مكان والأسواق والمولات ( جنة ) ففيها تغيير وترفيه.
وثالث يقول: الإجازة ليست النوم والاسترخاء بين أحضان الوطن فقط الإجازة الممتازة بعيدة عن السكون والتوقف على مشهد واحد ومكان واحد أنها انطلاق في عالم بديع أوجده الخالق لكي نشاهده ونستمتع بما فيه من طبيعة وجمال وروعة. ولاتنسى الحرية التي ينشدها الجميع بدون معوقات أو عدم وجود عناصر الترفيه الحقيقية وجميعكم تعرفونها وهناك من يسافر من أجلها إلى الدول المجاورة بين فترة وأخرى. المسألة ليست حكرا علينا. لاتنسون الأبناء والبنات الذين هم بحاجة للمتعة البريئة والترفيه الحقيقي لا مجرد استعراضات وبرامج محدودة الفاعلية. والإجازة الممتازة ياجماعة الخير هي الخلاص والبعد عن الروتين والأشياء التي تعودتم عليها.
المهم الانطلاق والخروج من هنا إلى مدن الوطن والابتعاد عن ما الفناه وشاهدناه.
لنشاهد الحياة أكانت في الداخل أو الخارج. ولنتفاءل جميعا برؤيةلسعودية 2030 وما سوف تتضمنه من برامج ومشاريع ترفيهية سوف تساهم في الحراك السياحي داخل الوطن.. قولوا أمين.. وردد الجميع أمين أمين..؟!