فهد بن جليد
من أغرب (واسطات الصيف) التي رأيتها؟! أحدهم يبحث عن واسطة لدى (مدير مكتب) مسؤول سيقابله الأسبوع المقبل؟!.
سألت الأخ (المراجع الفخم) أليس لديك موعد مع .. ويعرفك؟ يعني خلاص أمورك طيبة، وموضوعك منتهي؟ فرد عليّ هل هذا برأيك يكفي؟ بحكم التجربة لا، المشكلة ما لقينا أحد يعرف (مدير مكتبه) حتى الآن، عشان تمشي الأمور، وتتسهل بدون تعقيد ؟!.
من الحقائق الإدارية المُحزنة أنّ الموافقة المبدئية أو الشفهية أو الشخصية لأي مسؤول، أو حتى شرحه على الطلب أو المعروض، لا تعني انتهاء المُعاملة كما نعتقد، والتي تمر بعدّة مراحل عن طريق السكرتير أو مدير المكتب، مما يجعلها (رهينة) لرغبة ومزاج من يعرض المعاملات على (معاليه أو سعادته)؟ فنحن نعلم أنّ طريقة العرض هي من تحدد (الموافقة، أو الرفض) تبعاً لوقت وطريقة وأسلوب العرض، وبعض الكلمات أو التعليقات المصاحبة، وهذا فنٌّ يُجيده (حُراس البوابة) للتحكم في مصير المعاملات في المكاتب المُغلقة !.
بعض المُحيطين بالمسؤول يعشقون وضع (متاريس) حول معزبهم أو مديرهم، حتى يصعب وصول الناس إليه إلا عن طريقهم، وعبر البوابة التي يحرسونها وتمنحهم القيمة والمكانة في المجتمع، وهو ما جعل الناس تحسب حساباً (للمحيطين) أكثر من المسؤول نفسه؟!.
لك أن تتخيل حال (المُعاملات) التي يتم فرزها من قِبل (مدير المكتب)، فيسمح بعرض هذه المعاملة، ويرفض عرض أخرى أو تأجيلها (وكأنه من يقدر الأمور لا المدير)، بل إنّ المُعاملات المعروضة يتم كتابة الشرح عليها من قِبل مدير المكتب (مُسبقاً) قبل عرضها (وكأنه من يقدر الأمور لا المدير)، دور (المدير والمسؤول) في النهاية هو (التوقيع) على شرح مدير المكتب.. بحجة الخبرة أو الانشغال!.
لا يجب أن نلوم الناس عندما تبحث عن معارف (مدير المكتب أو السكرتير)، أكثر من بحثها عن معارف (معاليه أو سعادته)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.