يوم الاثنين الماضي كان موعداً للمشاعر المتناقضة بين الفرح والألم.. اجتمعت تلك المتناقضات لتصف رجلاً فاضلاً كريماً سخياً متلاطفاً مع الجميع.. رجلاً مهد الطريق لتصل عنيزة إلى قمة أمجادها ونقاوة مناخها الاجتماعي وترابط قلوب أهلها على المحبة والتلاطف وكرم الضيافة.. طبعاً لن يكون الرجل لغزاً للتفكير في شخصه.. فهو محمد سليمان الصيخان (أبو عبدالله).. هذا الرجل إن أردنا تعريفه فأوضح تعريف تقوله إنه سحابة سخاء لا تمطر إلا خيراً.. ويداً للعطاء لا يمدها إلا بكرم.. ونفس بشوشة لا تقابله إلا وتغشاك السعادة والارتياح.. لا يفرق بين المقامات فالكل عنده لهم في صدره رحابة وقبول.
أمضى أبو عبدالله أربعة عقود في خدمة وتطوير وتجميل عنيزة، ولم يتأفف يوماً من الأيام من التعب وكثرة المبادرات وقيادة فرق العمل وتصدر الأهالي في طلب احتياجات المدينة.. لم يسوق لمبادراته الملحوظة التي غيرت شحابة وجه عنيزة من الضبابية إلى الجمال.
لم تكن مبادرات أبي عبدالله متوقفة على التحسين والتجميل فقط.. بل تجاوزت إلى تبني احتفالات الأهالي وأفراح العيد ودعم المناشط المتنوعة والتي تجاوزت العشرات.
لم يهمل مجال الأعمال الخيرية بل منحها الكثير من المال للدعم الإداري وتأكيد تشغيل تلك المناشط.
أبو عبدالله كلما كتبنا عنه وأعدنا ما كتبنا لقراءته أحسسنا أننا ظلمناه في شمولية أعماله الخيرية والاجتماعية والإدارية حتى خارج إطار مدينة عنيزة.. وما يريحنا ويهون علينا ذلك التقصير أنه لا يرى الترويج لأعماله المتنوعة أي أهمية لذاته، فهو دائماً يبادر بالعمل من أجل استمرار النشاط وتجاوز الأزمات المالية التي تعيق تحقيق الأهداف وتدفع الأنشطة للاستمرار في تحقيق النتائج الهادفة.
وعوداً على ذلك الحفل غير المسبوق بتشريف سمو أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن مشعل حفظه الله في حضوره الجماهيري وفقراته المتنوعة وكلماته العاطفية وفنونه الجميلة.. وتغطيته الإعلامية.. كان هناك حدث فوق العادة وتعجز الكلمات أن تصفه بموازين الثناء والشكر.. فما أطلقه من التزام يفوق كلمات الشكر والتقدير.. أما السيناريو التراجيدي فكان خلال كلمته التي ألقاها نيابة عنه ابنه الفاضل (خالد محمد الصيخان) وكانت الكلمة مزلزلة للمشاعر وأجزم وأنا أولهم أنني لم أتمكن من السيطرة على عواطفي حيث بللت دموعي ملابسي مقابل ذلك العطاء الذي جاء في يوم تكريمه وبالتأكيد إن الكثير كانت كذلك مشاعرهم.
أما الموقف خلال الكلمة وحيث الحديث عن برنامج التأهيل الشامل خلال المبنى الواقع غرب عنيزة (مركز الجفالي للتأهيل الشامل) أعلن الشيخ تبرعه بأرض له مجاورة للمركز مساحتها (63.000م2) (ثلاثة وستون ألف متر مربع) أعلن التبرع بها لصالح المركز للتوسع في تأهيل المعاقين.. ولم يكن التبرع وحده مفرزاً للدموع، بل أعلن حفظه الله بتبرعه بتكاليف إنشاء المركز على حسابه الخاص وعلى أعلى مستوى من الجودة والمواصفات.. هل بعد هذا العطاء وصف يمكن أن يوصف به الوجيه محمد بن سليمان الصيخان؟ وهو في ليلة ترجله عن كرسي رئاسة لجنة أهالي عنيزة وفي ليلة تكريمه.. وهنا السؤال دعوة للتكريم فأكرمهم بالأرض والإنشاء، وهو كرم ليس بغريب على أبي عبدالله وإنما الغريب أن نصحو في اليوم التالي ونحن نعلم أن رجل الكرم والعطاء واللطف والتلاطف ومجفف دموع الموجوعين قد ترجل من كرسي الزعامة!! وما يجفف من حزن الوداع هو اعتلاء كرسي لجنة أهالي عنيزة رجل بمواصفات أبي عبدالله كرماً وعطاء ولطفاً وسماحة هو الوجيه محمد إبراهيم القاضي (أبو طلال) وهو خير خلف لخير سلف.
شكراً نقولها ملء أفواهنا لأبي عبدالله على سيرته العطرة ومناقبه الجليلة وعطائه السخي، داعين المولى جل وعلا أن يديم عليه الصحة والعافية، ويجعل ما قدمه في موازين حسناته.. حتى وإن رحلت يا أبا عبدالله عن الكرسي فقلوبنا ما زالت تحفظ لك الود والتقدير.. وللوجيه الفاضل محمد القاضي (أبو طلال) نقول إشراقتك الباسمة وتلاطفك المشهود سر إلهي يجعل في حضورك القبول.. وخصائلك الفاضلة سوف تسهل عليك تحقيق مبتغى لجنة أهالي عنيزة.. فأنت خير خلف لخير سلف.
مدير الدراسات الهندسية ببلدية عنيزة - منسق مدينة عنيزة الصحية