د.عبدالله الغذامي
نشر في ألمانيا استبيان يتضمن سؤالا واحدا هو : هل الإسلام مصدر تهديد....؟؟؟
وجاءت النتائح بنعم بنسبة 60% بالمئة ( 22 / 4 / 2016 DW ) ومن الواضح أن السؤال غير بريء لأنه جاء عقب تفجيرات باريس ولكسمبورج وفي جو أزمة اللاجئين التي هزت ألمانيا وأروربا كلها، مع ظهور حزب البديل الذي كان يستثمر تلك الوقائع لتخويف الألمان من كل ما هو إسلامي ثقافة وبشرا ودينا، ولذا فإن صناعة سؤال كهذا ينم عن تعمد عنصري وانحيازي ضد الدين نفسه، وليس ضد أحداث بعينها، ولو جاء السؤال بصيغة أخرى مثل : هل الإرهاب مصدر تهديد، أو هل الهجرة غير الشرعية مصدر تهديد، لجاءت النتيجة مقاربة للستين بالمئة وربما تزيد عن ذلك، أي أن التخوف الواقعي للألمان هو عن أشياء محددة لها وجود واقعي مشهود ،ولكن مصمم الاستبيان غرس تفسيره الخاص للوقائع وطرح رؤيته المنحازة مستغلا الجو المشحون بالتوتر، ومن ثم تعمد أن يجعل الإسلام نفسه هو المعضل وتتجاهل ظرفية الأحداث وأسبابها وكيفيات نشوئها، ولو كان سمى الأشياء بأسمائها دون تلبيس لصار أقرب إلى العلمية والواقعية، والإرهاب معضلة عالمية كما أن الهجرات القسرية معضلة إنسانية، ولكن التحزب السياسي والعنصريات القومية والثقافية تجنح لتوظيف الظرفي ليكون طبعا وطبيعة تنسب لدين ولثقافة ولعرق محدد لكي يتم قصف هذا الدين والعرق والثقافة بالتوصيف السلبي لدرجة جعل الألمان بنسبتهم العالية يبدون وكأنهم كلهم عنصريون بسبب سؤال ملغم نجح صانعوه في تمرير عنصريتهم عبر دعوى العلمية والوطنية.