السياسةُ عجوز شمطاء تُجيد الرقص عارية؛ جاء هذا الوصف الدقيق في تغريدة قديمة للدكتور سليمان الضّحيان ردًا على وصفي لها بالعجوز الشمطاء, فأكمل:
«لكنها تُجيد الرقص عارية»
واليوم بعد تأزم الأمور, وتشابكها بشكل لا تستطيع معه أن تتأكد إذا كنت جانياً أو ضحية؛ أجد أن هذا الوصف الدقيق جدير بها.
إنها فرعون العصر الذي يكاد أن يقول كما قال فرعون: «أنا ربكم الأعلى»
لقد أخذت من كلّ ما من شأنه أن يُجمّلها، ويجعلها جديرة بالإغراء؛ تغري من تشاء حتى أنّها استطاعت أن تخترق حرمة الأديان, وتشوهها. استطاعت أن تقنع العالم بأنها الشر الذي لا بد منه, يقول السيد مقتدى الصدر في لقائه مع الشرقية نيوز منذ عدة أيام:» السياسة عبارة عن غابة إما أن تأكل أو أن تؤكل» فهي لم تدع للعاقل خيار, ولا مجال فيها للحياد, فإن لم تكن أنت الآكل فيها، ستكون المأكول لا محالة.
كلّ أمة قل شأنها أو علا صارت أهل لأن تضرب برجلها في مغتسل السياسة رغم سخونته, تهدد, وتتوعّد, تجنّد, وتتمد؛ مسوغة لنفسها فعل كلّ شيء بشعار:» إن لم تكن ذئبًا أكلتك الذئاب.»
وفي نهاية الأمر كلّ واحد مِنّا سيُلمّع الصورة التي تستهويه، وسيتهم التاريخ بالتدليس إن تعرّض لجانب يخص امتداده.
كلنا سندافع عن تاريخنا؛ لأننا نراه دفاعًا عن بقائنا.
كلنا سنفعل ذلك.
المسلم واليهودي, والنصراني, واللا ديني, بل حتى الداعشي الذي سيحتل جزءًا من حقيبة سفر التاريخ القادم شئنا أم أبينا صار له نصيبه من تاريخ السياسة المتحرك.
من عصر التاريخ السياسي الأول والحقيقة بين التاريخ والواقع زئبقية
لا يمكن الإمساك بها, ولا حتى الالتفاف حولها. وعلى الرغم من يقيننا بأن الذين عبروا الأزمنة من بوابات التاريخ ليسوا ملائكة؛ إلا أن كل فريق منا
ما زال يُعظّم امتداده, ويمنحه شهادة حسن سيرة وسلوك إذا تعرض له من يراه عدواً له اليوم.
السياسي لا صديق له, والكاتب في السياسة سواء في الصحف أو مواقع التواصل لا صديق له, والواقف موقف الحياد بحجة أن يحتفظ بصداقاته لا صديق له؛ فالسياسة لم يسلم من رجزها العاقل حتى لو لم يكتب عنها, فإنّه سيتحدث بها وعنها في المجالس لأنها حديث العصر.
أرأيتم كم هي قبيحة تجيد الرقص عارية؟
إنها تتفنن في الخروج والولوج من حياتنا وفيها بكل ما أُتيت من مكر.
تعلم أن لها مبغضين, ومع ذلك لا تتخلّى عن ابتسامتها الماكرة لتكمل رقصتها الأفعوانية البغيضة.
إنها الفتنة الكبرى التي حذّرنا منها الرسول - صلى الله عليها وسلم - وأمرنا بالصمت أمامها, والتزام بيوتنا صدقة منا على أنفسنا.
بقيت حقيقة تسد مجرى النفس، علينا التخلص منها؛ ليكتب التاريخ نفسه بطهر، بعيدًا عن شهادات: (شاهد ماشافش حاجة)
الطائفية هي الشر الذي سيحرقنا جميعًا!
كلنا طائفيون حتى النخاع, حتى وإن عطّرنا الواقع.
عنصريون حتى النخاع نشر من مقالات, ومنشورات, وتغريدات, كفيلة بأن تحكي لنا واقع الحال
وما القصائد التي تكتب وتغنى إلا تاريخ جديد يسجل حقبة هي الأسوأ في تاريخ الإسلام اليوم.
عودا لإسلام ما قبل المذاهب, عودًا إلى حضن الإسلام الباقي: كتاب الله - عزَّ وجلَّ- وسنّة نبيه - صلى الله عليه وسلم - هما المنقذ بعد الله إذا تمسكنا بحباله.
اللهم أبرم لهذه الأمّة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك.
- د. زكيّة بنت محمّد العتيبي
Zakyah11@gmail.com